الزواحف

اكتشف العلماء السبب وراء قدرة الزواحف على الانزلاق على الأسطح الخشنة مثل الصخور والرمال، ويرجع ذلك إلى وجود جزيئات دهنية منتظمة في بطون الزواحف، ويفسر هذا قدرة الثعابين على الانزلاق بسهولة.

وفحص علماء في أوريغون وألمانيا جلد الثعبان الملك في كاليفورنيا تحت المجهر، واكتشفوا وجود جزيئات منتظمة من الدهون في جميع أجزاء جسم الثعبان وتعمل بمثابة شريط من الشحوم، ولكن الثعابين تنزلق على بطونها بشكل أكبر بسبب انخفاض معامل الاحتكاك، وشرح العلماء هذه النتائج في الندوة الدولية "اي في إس" ومعرض "سان خوسيه" في كاليفورنيا.

وأوضح جو بيو الذي قاد فريق الدراسة في جامعة "أوريغون" لـ "بي بي سي"، أنه ذهل بسبب الاختلافات الكبيرة بين الدهون على ظهر الثعبان وبطنه، وتبدو الجزيئات الدهنية في الناحية السفلية للزواحف أكثر تنظيمًا.

ووجد العلماء أن الجزيئات الدهنية في المنطقة السفلية للزواحف تصطف بشكل عمودي على السطح، وأوضح الباحثون أن هذه الطبقة من الشحوم تقلل الاحتكاك بالنسبة للثعبان الملك في كاليفورنيا.

وأضاف جو بيو: "يعد مدى انتظام هذه الشحوم الدهنية أمرًا مثيرًا، إنها منظمة بشكل غير عشوائي"، وبالرغم من فحص العلماء للطبيعة الكيميائية للثعبان إلا أن هذه هي المرة الأولى لاكتشاف ترتيب الجزئيات الدهنية على سطح البطن.

وأفاد بيو بأنه من المنطقي أن تساعد الجزئيات الدهنية في البطن على تقليل الاحتكاك ما يساعد الثعابين على الانطلاق بسلاسة على الأسطح المختلفة مثل لحاء الشجر أو رمال الصحراء الجافة.

ويستفيد الثعبان من قلة الاحتكاك في الهجوم على الفريسة بصمت وبشكل مفاجئ ما يعطيه ميزة هائلة عند اصطياد الفريسة، فضلًا عن مساعدتهم على الانزلاق وتنظيم درجة حرارة الجسم وتوفير التمويه اللازم وربما تنظيم احتباس الماء.

ويساعد اكتشاف الجزئيات الدهنية في تطوير أنواع جديدة من الدهانات والطلاء والبلاستيك وغيرها من المواد المقاومة للماء، أو تطوير أسطح الانزلاق للثعابين الروبوتية.

وصمم المهندسون روبوتات ثعبانية يمكنها الالتواء مثل الثعابين الحقيقية في الأعوام الأخيرة، ولكن كان لديهم مشكلة في الانزلاق على الأسطح لأن حركتهم تنتج مزيدًا من الاحتكاك.