القاهرة - أحمد عثمان
تعتبر منطقة مدينة نخل ومدينة الحسنة في وسط محافظة شمال سيناء، ذات الطبيعة الجبلية؛ من أخطر مناطق زراعة المواد المخدرة في جمهورية مصر العربية، حيث تشتهر بزراعة "البانغو، والأفيون، والخشخاش"، في أوديتها الوعرة بعيدًا عن أعين الأجهزة الأمنية.
ويصعب على قوات مكافحة المواد المخدرة الوصول إليها نظرًا لما يطلق على هذه المناطق "عش الغراب" لأن القوات تعرض للموت إذا حاولت الاقتراب منه؛ لصعوبة الطرق المؤدية إلى تلك المزارع المتناثرة في أحضان وسفوح الجبال وداخل الكثبان الرملية، وعندما تتمكن القوات من الوصول الى هذه المزارع لا تجد أي مالك لهذه الأرض وتفاجأ الـجهزة الأمنية أنها تتعامل مع مسرح جريمة غامض ليس فيه تاجر للمواد المخدرة.
وتعتبر المدينة المنطقة الأم التي تنتج "الافيون" وتزرع "البانغو" و"الخشخاش" وتتعدد المناطق فيها حيث يوجد بؤر عدة منها: وادي البيار منطقة هضبة التيه ، منطقة العجمه بئر سلامه، منطقة الغيبة سيل أبو روثة، منطقة الغيبة في جوار سيل روض الخادم، منطقة بئر هليل وتشتهر بزراعة "الافيون" فقط، منطقة بئر 4، منطقة طويل الحامض، منطقة أم سعيد، منطقة أبو طريفية، منطقة الكحيف بالخفجة ، منطقة بئر النخلاوية، منطقة رأس عودة، منطقة وادى الرواق، منطقة بئر 5.
وتشكل خطورة المشكلة بعد استخدام تجار المواد المخدرة وأصحاب المزارع الوسائل التكنولوجية في عمليات الزراعة لتوفير المياه وفحر الآبار الذى يصل عمق البئر الواحد إلى كيلو متر في باطن الصحراء، ويتكلف البئر الواحد مبالغ باهظة نظرًا لصعوبة الوصول إلى المياه داخل باطن الارض، حتى وصل الأمر إلى زراعة "البانغو" و"الخشخاش" وسط صوب زراعية وحفر مساحات في باطن الأرض تصل أعماقها إلى ثلاثة أمتار، كما يتم اختيار من وقت إلى آخر مناطق جديدة يستحيل وصول القوات ولتمويه القوات حتى يصعب الوصول اليهم.
وأبرز أحد أهالي المدينة، أن أصحاب مزارع "البانغو" يختارون زراعتهم فى قلب الصحراء وقلب الأودية ليصعب على الأجهزة الأمنية الوصول إلى تلك المناطق حتى وصل لمسافات تبعد عن الطرق الرئيسة بنحو 60 كيلو متر بينما كانت توجد من قبل على مسافة لا تبعد عن 20 كيلو متر ويصل طول شجرة البانجو من 1.5 متر الى 2 متر وتنتج نحو 2 كيلو "بانغو" جاف.
وأضاف، أنّ خطورة نبات "البانغو" أنّه يزرع في جميع الأراضى الرملية والطينية في أي وقت من العام، ويتراوح سعر البانغو في سيناء 150 الى 200 جنية ويرتفع سعره كلما تخطيت قناة السويس متجهًا إلى مناطق القناه والمدن الأخرى.
أ
ما عن الجانب الأمني فتعمل الأجهزة الأمنية في مديرية أمن شمال سيناء، بحملات مكثفه بالتعاون مع أفراد القوات المسلحة في نطاق المنطقة الجنوبية للقضاء على تلك البؤر الاجرامية الملاصقة لحدود محافظة جنوب سيناء، حيث تشن حملات متتالية على مناطق: وادي بئر سبع، ووادي ابو جرير، وادي الرواق، وادي ابو روثة، طويل الحامض، ومنطقة بئر 5 في المدينة.
وتمكنت القوات خلال الفترة الماضية من القضاء على بؤر إجرامية عدة والقبض على عدد كبير من مروجى المواد المخدرة في المنطقة وبحوزتهم أسلحة آلية وذخائر ، فضلًا عن تدمير ثلاث مزارع خشخاش بمساحة فدانين في منطقة جبلية وسط سيناء.
وأسفرت الحملة عن ضبط سيارة ملاكي سوداء اللون ماركة "نوبيرا" من دون لوحات معدنية، وأربع سيارات ربع نقل من دون لوحات معدنية، وسلاحين آليين عيار 7.62 × 39 مم، وتسع خزانة آلية، و50 كيلو من نبات "البانغو"، و5 كيلو بذور نبات "البانغو"، واثني كيلو بذور نبات الخشخاش، وبندقية ضغط هواء، ونظارة ميدان، كما تم ضبط تسع طلقات عيار تسعة مم، وطلقة آلي، وخمسة أسلحة أبيض، وأربع سنجة وخنجر.