تلوث الهواء

كشفت دراسة جديدة أن تغير المناخ سيؤدي إلى وفاة 260 ألف شخص على مستوى العالم بحلول عام 2100 من خلال تلوث الهواء، ويضاف ذلك إلى الأدلة المتزايدة على أن الآثار الصحية العامة للمناخ المتغير سوف تكون سلبية، وتشمل الدراسة وما يقوله مؤلفوها أن البيانات الأكثر وضوحا حتى الآن عن تغير المناخ، ونوعية الهواء والوفاة المبكرة، ووجدت الدراسه أن الضباب الدخاني القاتل سوف يؤثر على جميع المناطق عالميا،  باستثناء أفريقيا.

فقد قام باحثون من جامعة كارولينا الشمالية (ونك) في تلال تشابل بتحليل بيانات الكثير من نماذج تغيرالمناخ في العالم وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن درجات الحرارة العالية ستسرع من التفاعلات الكيميائية التي ستخلق بدورها ملوثات الهواء، مثل الأوزون والجسيمات الدقيقة التي تؤثر بدورها على الصحة، وقد تكون المناطق الجافة هي أكثر تأثرا وتلوثا أيضا، وذلك لعدم وجود أمطار والتي بدورها تقوم بغسل وإزالة الملوثات من الهواء، ويمكن أن تتسبب قلة الأمطار أيضا  في مخاطر حدوث الحرائق والعواصف الترابية، وبينما تستجيب الأشجار لدرجات حرارة أعلى، ستقوم أيضا بإطلاق الملوثات العضوية، ويزيد ارتفاع تلوث الهواء السام من مخاطر الموت الأخرى الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك الإجهاد الحراري والافتقار إلى المياه النظيفة والغذاء والعواصف الشديدة وانتشار الأمراض المعدية، وقد استخدم جيسون ويست قائد البحث في ونك بالتعاون مع طالب دراسات عليا سابقا وأول مؤلف (راكيل سيلفا)، نماذج مناخية عالمية عدة لتحديد عدد الوفيات المبكرة التي قد تحدث بسبب الأوزون والجسيمات، ثم قاموا بإضافة هذه التغيرات في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل النمو السكاني والتغيرات المتوقعة في قابلية تلوث الهواء.

وقال الدكتور ويست عن النتائج،: "إن تغير المناخ مع التأثير على تركيزات ملوثاته في الهواء، فيمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى أن هناك ملايين من الأشخاص الذين يموتون من تلوث الهواء كل عام، إن استنتاجنا بأن معظم النماذج تظهر زيادة محتملة في الوفيات هي أوضح إشارة حتى الآن بأن تغير المناخ سوف يكون ضارا بجودة الهواء والصحة، واستخدامنا لأفضل مجموعات النمذجة المناخية في العالم في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة البريطانية وفرنسا واليابان ونيوزيلندا،  يجعل هذه الدراسة الأكثر شمولا حتى الآن بشأن هذه المسألة.

واستخدمت الدراسة مجموعة من نماذج مناخية عالمية عدة لتحديد عدد الوفيات المبكرة التي قد تحدث بسبب الأوزون والجسيمات في عامي 2030 و 2100. وبالنسبة لكل نموذج، قام فريق في كلية الصحة العامة العالمية التابعة لـ( يو إن سي) بتقييم التغيرات المتوقعة لتلوث الهواء والتي يمكن أن تؤدي إلى تغير المناخ في المستقبل ثم قاموا بإضافة هذه التغيرات لسكان العالم، وهو ما يمثل كلا من النمو السكاني والتغيرات المتوقعة في قابلية تلوث الهواء وتوقعت خمسة نماذج من أصل ثمانية حدوث وفيات مبكرة أكثر في عام 2030، وسبعة نماذج من تسعة نماذج في عام 2100، وقد نشرت النتائج الكاملة للبحث في مجلة الطبيعة تغير المناخ.