لندن ـ كاتيا حداد
نشر موقع"غارديان" البريطاني خبر إنشاء واحدة من أكبر مناطق الحماية البحرية في العالم قبالة ساحل جزيرة الفصح، وهي حديقة رابا نوي الحديقة الوطنية التي تعتبر واحدة من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة "اليونسكو".
وتقع الحديقة على جزيرة الفصح في الجهة الجنوبية الشرقية من المحيط الهادئ، وتعود مكانة الحديقة التراثيّة إلى أنّها تحتوي على 887 تمثالًا حجريًّا موجودًا على ربوعها تُعرف باسم (مواي) وهو أوائل الناس الذي سكنوا الجزيرة عام 300 م، واستُخدمت المنطقة من قبل الحكومة التشيليّة عام 1935 لإنشاء الحديقة التي تبلغ مساحتها البحرية 740 ألف كم مربع تقريبا حجم البر الرئيسي التشيلي وستحمي ما لا يقل عن 142 نوعا من الأنواع البحرية المتوطنة بما فيها 27 مهددة بالانقراض.
ويوجد نسبة مذهلة تبلغ 77٪ من الأسماك في المحيط الهادئ، واكتشفت البعثات الأخيرة أنواع جديدة عدة لم تكن معروفة من قبل للعلم، وتشمل الحيوانات المفترسة الموجودة في منطقة المحمية أسماك القرش المطرقة وصدفية الرأس، والحوت، والحوت الأحدب والأزرق، وأربعة أنواع من السلاحف البحرية.
وقال مدير مشروع تراث بيو بيرتاريلي للمحيطات، مات راند، الذي نظم للحديقة: "سيكون لهذا المحمية البحرية أهمية عالمية ضخمة لحفظ المحيطات وطرق حياة السكان الأصليين، وأضاف "لقد عانت رابا نوي منذ فترة طويلة من فقدان الأخشاب وتراجع النظم الإيكولوجية وانخفاض عدد السكان، تم الإعلان عن خطط للحديقة البحرية لأول مرة في مؤتمر في عام 2015، أعلن فيه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما "حبه الخاص للمحيطات" في رسالة فيديو، وقد تأكدت هذه الخطط في كلمة لرئيسة تشيلي ميشيل باشيليت يوم السبت.
تم تمكين إنشاء الحديقة البحرية بنسبة 73٪ لصالح منطقة المحافظة من سكان جزيرة الفصح رابا نوي في استفتاء في 3 سبتمبر، بعد خمس سنوات من المشاورات، وسيتم حظر الصناعات الاستخراجية والصيد الصناعي داخل المحمية، ولكن سيسمح للرابا نوي بمواصلة الصيد التقليدي على متن قوارب صغيرة، وذلك باستخدام خطوط اليد مع صخور للأوزان، وقال لودوفيتش بيرنز توكي، مدير تحالف ميسا ديل مار: "هذه لحظة تاريخية - لحظة عظيمة وجميلة لرابا نوي، وللعالم وللمحيطات.
وأضاف "نعتقد أن هذه العملية يمكن أن تكون مثالا على إنشاء احتياطيات بحرية أخرى نحتاج إليها لحماية محيطاتنا مع احترام البعد الإنساني"، وبعد إنشاء منطقة حماية بحرية قابلة للمقارنة حول جزر بيتكيرن القريبة ، يمكن أن تظهر مقترحات بشأن جزر أسترال، وقال بيرنز توكي ان هذا سيكون له إمكانات موحدة للشعب البولينيزى، وتابع "أن المحيط مهم جدا بالنسبة لنا كمصدر للغذاء ولكن البولينيزيين كانوا ملاحين عظيمين ويمثل المحيط أيضا آمنا لهم"، مع استمرار الاحترار العالمي، تشير بعض الأبحاث العلمية إلى أن الاحتياطيات البحرية قد تساعد أيضا على التخفيف من تغير المناخ وتوفير حوض حيوي للكربون.
وعلق مارسيلو مينا وزير البيئة في شيلي: "هذه المنطقة البحرية المحمية تضيف إلى إرث الرئيس باشيليت"، ودعا الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إلى حماية 30 في المائة من محيطات العالم، ولكن مناطق الحماية البحرية لم تغطي حتى الآن سوى حوالي 1،6 في المائة.