الخنافس

تغزو الخنافس المنازل مع حلول الخريف، للحصول على الدفء، وعادة ما تعيش في الأركان الدافئة في المنازل، مثل المطابخ، وغرف النوم، وغرف المعيشة، وتأتي بألوان ممتزجة، هي الأسود، والأحمر، والأصفر، لكنها أيضًا حشرات قاتلة، تأكل الحشرات والخنافس الأخرى الأصغر، ويرقاتها الصغيرة.

وتحمل يرقات الخنفساء مرضًا فطريًا، ينتشر عند تزاوج الخنافس، ما يمكن أن يتسبب في قتل أنواع الحيوانات المحلية، وتراجعت أعداد الخنفساء ذات البقعتين السود على خلفية حمراء، خلال العقد الماضي بنسبة 50%، وهو ما يعدّ أمرًا محزنًا في ضوء المكانة المركزية، لهذه الخنافس الصغيرة في الثقافة، وتتواجد في أغاني الأطفال، فضلًا عن بعض الكتب التي تتناولها.

وأكدت خبيرة الخنافس الدكتورة هيلين روي، أن هناك على الأقل تراجع لـ 7 من الأنواع المألوفة من أصل 25 نوعًا، ويرجع أصل الخنافس إلى آسيا، وشوهدت للمرة الأولى في بريطانيا عام 2004، ووصلت الحشرة إلى أوروبا مختبئة في الزهور والفواكه والخضراوات، ووصلت إلى القارة ببساطة من خلال الطيران عبر القناة إلى بريطانيا، بينما جاء بعض منها على الفواكه والخضراوات المستوردة من أميركا الشمالية، ودخلت هذه الحشرات في أوائل القرن العشرين للسيطرة على حشرة المن.

وتُعرف هذه الحشرات في الولايات المتحدة وكندا باسم "ليدي بيتل"، حيث تدخل المنازل في هذا الوقت من العام، بحثًا عن مكان دافئ لقضاء فصل الشتاء، وتُفرز مخاط لزج للحماية والذي يمكن أن يكون خطيرًا على الحيوانات الأخرى، ونشر الدكتور ليندساي ميتشل، الطبيب البيطري في كانساس، صورة على الإنترنت مؤخرًا لكلب لديه نحو 40 من الخنافس الملتصقة بسقف فمه، موضحًا أنها ليست الحالة الأولى التي رآها، وأن ذلك يمكن أن يسبب مشاكل على المدى الطويل للحيوانات إذا تُركت دون علاج بما في ذلك تقرحات في اللسان والفم.

وانتشرت هذه الحشرات الملونة في جميع أنحاء بريطانيا منذ ما يزيد عن عقد، منذ وصولها إلى البلاد، وهي شائعة في جميع أنحاء إنجلترا وويلز، وتتحرك الخنافس شمالًا بمعدل أكثر من 60 ميلًا في السنة، وتعّد رسميًا من أسرع الأنواع الغازية في بريطانيا عن أي وقت مضى، ويمكن أن تنتج كل أنثى من 1000-2000 بيضة في دورة حياتها، وتضعهم على دفعات من 10-30 بيضة في اليوم الواحد، وانتشرت الخنافس بمعدل 10 مرات أسرع عن غيرها من المخلوقات غير الأصلية مثل الغزلان والببغاوات دائرية العنق، ويسهل التعرف على هذا النوع من الخنافس، حيث يظهر مجموعة ألوان وظلال مختلفة، لكنها أكبر حجمًا من الخنافس المألوفة في البلاد، ويميل النوع الشائع إلى اللون البرتقالي الشاحب أو الأحمر مع ما يصل إلى 20 بقعة سوداء، والبعض الأخر يأتي باللون الأسود مع بقعتين أو ثلاث أو أربعة بقع سوداء فقط، وهناك أنواع أيضًا يغلب عليها اللون الأحمر أو الأسود.

وتعدّ الطريقة الأفضل لتجنب غزو هذه الحشرات، التأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ، وينصح البعض باستخدام المكنسة الكهربائية لمكافحتهم، ولكن عليك الحذر لأن الحشرات عندما تضطرب تنبعث منها رائحة كريهة من السائل الأصفر الذي تفرزه، وربما يلوث السجاد والخشب، ولا تعد الخنافس الحشرات الوحيدة التي دخلت عن طريق الخطأ إلى بريطانيا، ولكن دخل أيضًا الدبور الآسيوي القاتل لنحل العسل، وتأكدت رؤيته في بريطانيا الشهر الماضي عندما شوهد في جلوسيسترشاير، فيما يشعر النحالون بالرعب من هذه الحشرات التي يمكن أن تدمر مستعمرات النحل، وتنتظر الدبابير خارج الخليج لنصب كمين للنحل الذي يدخل ويخرج إلى خليته، مطمئنًا في حين تهاجمه الدبابير على قيد الحياة، وفي ظل الاقتصاد المعولم من الصعب التحكم في الأنواع المتسللة التي تدخل إلى البلاد مثل الخنافس، التي لا تقدم أي فائدة، حيث كان بعض علماء الحشرات يعتقدون أنها ستفيد في التهام حشرة المن، فيما يذكر أن عناكب المنزل الكبيرة يمكنها استهداف هذه الخنافس لإبطاء نمو أعدادها.

وتأتي المزيد من المعلومات التي تُعرف عن الخنافس من تسجيلات الجمهور العام التي يرسلونها إلى المجتمعات المحافظة المختلفة، ويساعد استخدام الجمهور، لتتبع انتشار هذه الحشرات في حماية الحيوانات والنباتات المحلية، وإذا وجدت إحدى هذه الخنافس يمكنك إبلاغ منظمة  (ladybird-survey.org) عبر الإنترنت، وهو ما يعدّ طريقة جيدة لدمج الأطفال لما يحدث في البيئة المحيطة بهم. وأوضحت هيلين أن ذلك يساعد  العلماء في تحديد كيفية التعامل بدقة مع غزو الحشرات المقبل، وستبقى الخنافس في المنازل حتى الربيع المقبل، وعندما تتراجع درجة الحرارة في الخارج سيخرجون ويفسدون الأنواع المحلية مرة أخرى.