لندن ـ سليم كرم
كشف تقرير جديد أن حيوانات مثل النمور وأسماك القرش والأفيال البيضاء ستنقرض إذن لم تسرع الجهود التي تحافظ عليها بحلول عام 2100، وحذر الخبراء من أن الثدييات الكبيرة مثل بعض أنواع الظباء والنمور والأسود والغوريلا ووحيد القرن تواجه أزمة انقراض، ويغطي التقرير الذي نشر في مجلة BioScience الفقدان الخطير للثدييات الكبيرة في جميع أنحاء العالم، وكتب الباحثون في التقرير " هناك خطر يتمثل في أن الأنواع الأكثر شهرة في العالم ربما لا تبقى على قيد الحياة حتى القرن الثاني والعشرين"، وقام العلماء بفهرسة الأنواع المهددة بالانقراض عبر قارات العالم الست، وهناك حوالي 59% من الحيوانات آكلة اللحوم و 60% من الحيوانات العاشبة في العالم مهددا بالانقراض، ويعد الوضع أكثر سوء في افريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا والتي تضم أكبر تنوع باق للثدييات الكبيرة، وتعد الحيوانات البرية الكبيرة عرضة للتهديدات بسبب حاجتهم إلى مساحات واسعة للعيش والكثافة العددية المنخفضة للغاية وخاصة بالنسبة للحيوانات آكلة اللحوم.
وحذَّر التقرير الذي أنتجته منظمة Panthera للحفاظ على القطط البرية في الولايات المتحدة أن عقلية العمل المعتاد ستؤدي إلى انقراض الأنواع على نطاق واسع، وأوضح الباحثون أن هناك التزام عالمي لحماية البيئة ودعم الدول النامية، وذكر وليام ريبيل المؤلف الرئيسي وأستاذ علم البيئة في جامعة ولاية أوريغون " كلما أمعنت النظر في الاتجاهات التي تواجه أكبر الثدييات البرية في العالم كلما زاد قلقي على فقد هذه الحيوانات بالمثل كما اكتشف العلم مدى أهمية وجودهم في النظم الإيكولوجية والخدمات التي تقدمها للناس، لقد حان الوقت للتفكير في الحفاظ عليها بسبب انخفاض أعدادهم وموائلهم بشكل سريع"، وتابع المؤلف المشارك بيتر ليندسي " لمعرفة مدى خطورة هذا يعد فقدان التنوع البيولوجي والحيوانات الضخمة خاصة مشكلة متصاعدة ربما تكون أكثر إلحاحا من تغير المناخ، فالمجتمعات البشرية معرضة لفقدان العناصر الأساسية للتراث الطبيعي إذا انقرضت هذه الحيوانات، كما أن اختفاء هذه الأنواع سيقوض بشكل كبير الإمكانات المستقبلية للمجتمعات للاستفادة من عمليات السياحة البيئية، ونحتاج لاتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة الصيد الجائر والسماح للتعايش بين الناس والحياة البرية ليستمر تواجد الحيوانات الضخمة على المدى الطويل".
واقترح العلماء اتخاذ إجراءات جذرية بطريقتين مشرين إلى ضرورة توسيع التدخلات الهادفة إلى حماية الحيوانات، وهناك حاجة إلى تحويل السياسات وزيادة الالتزام المالي لتغيير طرق تفاعل الناس مع الحياة البرية، وأفاد الباحثون أن المسؤولية تقع على عاتق الدول المتقدمة التي فقدت معظم حيواناتها الكبيرة لدعم مبادرات الحفاظ على الحياة البرية حيث لا تزال الحيوانات البرية الشهيرة قائمة، وأراد الفريق البحثي التوصل إلى اجماع دولي حول الحاجة المُلحة لهذه الأزمة، وبين الخبراء أنه يمكن إعادة تقديم الكائنات الكبيرة في المناطق التي تم القضاء عليها فيها باستخدام أساليب مختبرة يمكن التحقق من صحتها عالميا، ومن أمثلة المخلوقات التي أعيد تقديمها في منتزه يلوستون الوطني هي الذئاب وغزلان بير ديفيد.