عاصمة المملكة المتحدة البريطانية

أكدَّ مكتب الأرصاد الجوية أن غيوم سماء عاصمة المملكة المتحدة جاءت نتيجة الجسيمات الصغيرة المنتشرة في الجو وأشعة الشمس المبعثرة، و الاختناقات المرورية، و محطات الطاقة، و مواقع البناء ومراكز التدفئة المركزية والصناعة، وكل هذا الهواء السيء يختلط مع التلوث المُنجرف من أوروبا مع قليل من غبار الصحراء، ذلك فضلاً عن الظروف الجوية غير العادية، وهذا كله يسبب تلوث الهواء الذي غطى مساحات واسعة من العالم، فيما تواجه الحكومة البريطانية الآن غرامات قدرها 300 مليون جنية استرليني في السنة بسبب فشلها في الحد من تلوث الهواء وتقييد حركة المرور.
من غير المتوقع أن تتخذ الحكومة المحلية أو المركزية الإجراءات اللازمة، مثلما فعلت الحكومتين الفرنسية والصينية، عندما قاموا بالحد من السيارات في الشوارع وأغلقوا بعض المصانع، عندما شعرت شعوبهم بالاختناق من تلوث الهواء.
وستظهر نتائج هذا التلوث خلال الأشهر المقبلة، المتمثلة في تقارير المستشفيات التي تفيد بارتفاع أعداد الحالات التي تعاني من أمراض الجهاز التنفسي، السكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وتردي ظروف الرئة، ففي العام الماضِ، وفقاً لأرقام الحكومة نفسها، توفي أكثر من 29 ألف قبل الأوان من تلوث الهواء في بريطانيا، منهم 4,300 من لندن فقط.
هذا و يخيم الضباب الدخاني على عاصمة المملكة المتحدة، لندن، وتشرق شمس كل يوم في ظل أحد المخاطر الناجمة عن تلوث الهواء، فعلى من يُلقى اللوم على الصحراء التي تعاني من تلوث الهواء أم على أوروبا أم يُلقى باللوم على عاتق تغير المناخ، أشعة الشمس أو ثقب الأوزون، وإذا ألقي باللوم على الحكومة البريطانية فيجب أن نتذكر أننا شاركنا في صُنع الهواء السام الذي نتنفس.
وعلى المدى القصير سيسبب ذلك الهواء الملوث تهيج للعيون والأنف والحلق، فضلاً عن الصداع، الغثيان، التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي؛ وعلى المدى الطويل فإنه يؤدي إلى نوبات قلبية، أمراض الرئة، أمراض السرطان، وتلف في خلايا المخ والأعصاب والكبد، والكلى.
وعن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من الطرق المزدحمة يمكن أن تقلل قدرة الرئة على التنفس قبل سن الخامسة، بالإضافة إلى أن الفقراء هم الأكثر تضرراً لأنهم يعيشون في المناطق الأكثر تلوثاً.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع أعداد ضحايا تلوث الهواء، بحيث يتوفى أكثر من 7 ملايين شخص سنوياً بسبب تلوث الهواء، وأنه مقابل كل شخص يموت، هناك العديد الذين يعانون من ضعف في الصحة على المدى الطويل على أثر التلوث الهوائي، فكل عام يقتل تلوث الهواء المزيد من الناس من بالايدز، التدخين، السكري.
وقامت العاصمة الفرنسية، باريس، بحظر قيادة السيارات الاسبوع الماضِ للحد من تلوث الهواء، وحذر عمدة لندن، بوريس جونسون، وحذر المواطنين عدة مرات بتجنب ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق.
وصرحت العضو في مجلس نواب لندن وصديقة الأرض، غيني غونز، أن أوروبا أكثر القارات تلوثاً، وليس لديها أي خطط طوارئ للتعامل مع تلوث الهواء وليس لديها القوة لتقييد حركة المرور خلال فترات الضباب الدخاني.
وتواجه الحكومة البريطانية الآن غرامات قدرها 300 مليون جنية استرليني في السنة بسبب فشلها في الحد من تلوث الهواء وتقييد حركة المرور، فبريطانيا في حاجة إلى تنقية الأجواء، حتى لا يحدث كما حدث في الخمسينات، حيث تسبب الضباب الدخاني في مقتل الآلاف، مما دفع أوروبا لإصدار أول قانون لتنظيف الهواء في عام 1956، والذي ينص على حظر حرق الفحم وخفض التلوث، فلدى أوروبا قوانين للحد من ذلك التلوث، لكن لا يبدو أن الحكومات مستعدة لتطبيقها.