روما - مصر اليوم
اكتشف علماء هياكل صفيحة تكتونية قديمة في أعماق الأراضي البور المتجمدة في أنتاركتيكا، يُعتقد أن لها تأثيرًا كبيرًا على أنماط الذوبان في الجرف الجليدي الأكبر في القارة.
وتتحكم هياكل الصخرة الخفية، الموجودة منذ مئات الملايين من السنين، في تدفق المياه حول الجرف الجليدي "روس آيس"، الذي يعمل حاليا كخزان مؤقت مهم لمنع طوفان المزيد من جليد أنتاركتيكا في المحيط الواسع، وتوصل العلماء إلى ذلك الاكتشاف بفضل الملاحظات التي أجراها IcePod، وهو نظام مسح مخصص يقيس ارتفاع الجرف الجليدي وسماكته وبنيته الداخلية، وكذلك إشارات الجاذبية المغناطيسية للصخور الأساسية.
إقرأ أيضًا:
باحثون يعثرون على قدم ديناصور في القطب الجنوبي
وبشكل أساسي، يمكن لـ IcePod إجراء عمليات المسح عبر مئات الأمتار من الجليد، لاكتشاف الهياكل الصخرية الأساسية التي لا يمكن للأقمار الصناعية رصدها، وأفاد العلماء في دراستهم المنشورة حديثا، بأن الحدود الجيولوجية بين شرق وغرب القارة القطبية الجنوبية ساهمت في إنشاء انقسام تحت القارة، يحمي جرف "روس آيس" من المياه الأكثر دفئا.
ويقول العالم الجيولوجي البحري، كيرستي تينتو، من جامعة كولومبيا: "يمكننا أن نرى أن الحدود الجيولوجية تجعل قاع البحر على الجانب الشرقي من أنتاركتيكا أعمق بكثير من الغرب، وهذا يؤثر على الطريقة التي تدور بها مياه المحيط تحت الجرف الجليدي"، وباستخدام البيانات الجيولوجية ونماذج الكمبيوتر، وجد فريق البحث أن خط التقسيم التكتوني يوقف وصول المياه الدافئة إلى الخط الأرضي للجرف الجليدي، حيث يتصل بقاع البحر.
وفي الوقت نفسه، يمكن للتكوينات الجيولوجية تحت "روس آيس" تسريع الذوبان على طول حوافها الشرقية خلال أشهر الصيف، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى منطقة من المياه المفتوحة تسمى Polynya.
ويتطلب فهم أنماط الانصهار المستقبلية حول القارة القطبية الجنوبية، والتأثير الذي ستحدثه على بقية كوكبنا، بيانات مفصلة حول الظروف المحلية القصيرة الأجل بالقرب من واجهة الجليد، وكذلك التغييرات على المدى الطويل التي تحدث في أنماط الماء الدافئ العميق. وهذا هو هدف مشروع ROSETTA-Ice، الذي يدعم الدراسة الجديدة، ويستمر العمل في مراقبة وقياس أنماط الانصهار حول الجرف الجليدي "روس"، الذي يغطي مساحة تبلغ زهاء 480 ألف كم مربع، ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Geoscience.
قد يهمك أيضًا:
"ناسا" ترصد تابوتًا جليديًا يدخل مقبرة القطب الجنوبي
دارسة لـ"ناسا" تظهر فقدان ثلوج القطب الجنوبي كميات من حجمها كلَّ عام