لندن - مصر اليوم
حذر العلماء من أن تغير المناخ الناتج عن الإنسان قد يحول القارة القطبية الجنوبية إلى اللون الأخضر، حيث ستستعمر النباتات الأرض مع تقلص الصفائح الجليدية.
ويعتقد الخبراء أنه يمكن الحصول على أدلة حول المستقبل من العصر البليوسيني قبل ثلاثة ملايين سنة، وهي المرة الأخيرة التي كانت فيها مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عالية كما هي اليوم.
وتشير أرقام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بلغت 400 جزء في المليون (ppm) في المتوسط، في عام 2015، لأول مرة منذ بدء السجلات.
ومن المرجح أن تكون هناك "فجوة" تسبق الشعور بالآثار الحقيقية التي ستوصلنا إلى هذه العتبة، على حد تعبير البروفيسور، مارتن سيغيرت، من معهد غرانثام في إمبريال كوليدج لندن.
اقرأ أيضًا:
محمد داود يعلّق على مقترح نقل الكتل الجليدية إلى الإمارات من القطب الجنوبي المتجمّد
وأشار سيغيرت إلى أن النظر إلى العصر البليوسيني يمكن أن يقدم أدلة حول كيفية تعامل البشر مع التحديات التي يخلقونها، موضحا: "إذا فتحت الفرن في المنزل وضبطته على درجة حرارة 200 مئوية، فإن درجة الحرارة لا تصل إلى ذلك على الفور، بل يستغرق الأمر بعض الوقت، وهو الشيء نفسه الذي يحدث مع المناخ".
وقالت البروفيسورة دام جين فرانسيس، مديرة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية، إنه تم العثور على بقايا غابات أنتاركتيكا، والتي من المحتمل أن تكون مؤرخة حتى العصر البليوسيني.
وأوضحت أن المغزى المهم حقا لهذا الأمر، هو أننا لدينا الآن 400 جزء في المليون من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهذا ما قد يعني عودتنا إلى ما كانت عليه المنطقة في العصر البليوسيني حيث بلغت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي المعدل نفسه.
وكانت مستويات سطح البحر خلال تلك الفترة، أعلى مما هي عليه الآن بنحو 15 مترا، وكانت درجات الحرارة المقدرة بين درجتين مئويتين و3.5 درجة مئوية، أكثر دفئا من الآن.
وتابعت البروفيسورة فرانسيس أن الصفائح الجليدية التي ستنكمش في بعض الأحيان، قد تسمح للنباتات بالاستعمار في أرض القارة القطبية الجنوبية " أنتاركتيكا".
وقال البروفيسور سيغيرت، "إنه قبل الثورة الصناعية في عام 1850، كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون زهاء 280 جزءا في المليون، ومنذ ذلك الحين، ارتفعت درجة الحرارة على مستوى العالم بنحو 1 درجة مئوية".
وأضاف سيغيرت قائلا: "ما يعنيه ذلك هو أنه بحلول نهاية هذا القرن، قد نتوقع زيادة الحراة بـ 1 درجة مئوية مرة أخرى".
وأشار إلى أنه إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالمعدلات الحالية، فقد ترتفع المستويات إلى 1000 جزء في المليون بحلول عام 2100.
وتٌعد هذه المستويات ذاتها المقدرة منذ نحو 100 مليون سنة، عندما جابت الديناصورات الأرض وكانت القارة القطبية الجنوبية أكثر دفئا وأكثر خضرة.
ودعا سيغيرت إلى تحرك عالمي لتقليل كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو، قائلا، "ستستمر عواقب ما فعلناه على مدار 150 عاما في المستقبل، لذلك علينا أن نفعل شيئا"، وأضاف: "سيتم الحكم علينا في التاريخ على مدى استجابتنا لهذه القضية، وفي الوقت الحالي نحن لا نقوم بعمل جيد للغاية من أجل هذه القضية".
قد يهمك أيضًا: