واشنطن - مصر اليوم
كشفت دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية «أميركان نتشرليست»، عن سلوك غريب في تأمين الطعام للصغار، يلجأ له نوع من الخنافس يسمى «خنافس الدفن»؛ حيث تبحث عن فأر أو طائر ميت، وتحفر حفرة وتدفنه بها، وتنتف فروه أو ريشه، وتلف لحمه على شكل كرة وتغطيه بمادة لزجة، كل ذلك لإطعام نسلها المستقبلي.ويعتقد العلماء الآن أن المادة اللزجة قد تفعل أكثر من مجرد تحلل بطيء للطعام، إذ تعمل أيضاً على إخفاء رائحة تحلل الطعام، وتُساعد على ظهور رائحة أخرى.
وقال ستيفن ترومبو الذي يدرس سلوك الحيوانات في جامعة «كونيتيكت» الأميركية، قائد البحث، في تقرير نشرته أول من أمس وكالة «أسوشييتد برس»، إن «الرائحة التي تصدرها المادة اللزجة تساعدهم على إخفاء موارد الخنافس المستقبلية عن الآخرين، وتنفر المنافسين الذين قد يبحثون عنها».والخنافس - التي تسمى «خنافس الدفن» - ليست المخلوقات الوحيدة التي تحاول خداع منافسيها أو الفريسة بأساليب خفية، فالفراشات الزرقاء الكبيرة، على سبيل المثال، تُصدر أصواتاً معينة للتلاعب بالنمل. وتُنتج زهرة تعرف باسم «زهرة الجثة»، روائح متعفنة لجذب الملقحات التي تتغذى على المواد المتحللة، وإبعاد الآخرين.
من جهته، أكد ألكسندر فيغيريدو، عالم الأحياء في جامعة «زيوريخ» السويسرية الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، أن «معرفة هذه التفاعلات مهمة لمعرفة كيف تستطيع الخنافس مواجهة المنافسة الشرسة في مجال البحث عن الجثث، واستخدامها لتأمين الغذاء».وينافس الخنافس في هذا المجال النسور والأبوسوم والديدان، وتوجد منافسة قاسية حتى بين الخنافس التي تدفن، والتي تستخدم هوائيات خاصة للكشف عن البقايا من بعيد. وخنافس الدفن كبيرة نسبياً، ويبلغ طولها حوالي بوصة واحدة، وهي سوداء مع علامات برتقالية، وإفرازات القناة الهضمية اللزجة التي تنشرها على الجثث مضادة للجراثيم، وتبطئ التحلل. وتساءل الفريق البحثي عما إذا كانت هذه الإفرازات تمنع أيضاً المنافسين من التقاط الرائحة.
ولمعرفة ذلك، جمعوا الغازات المنبعثة من الفئران الميتة الخالية من الشعر المحفوظة بواسطة نوع من خنفساء الدفن الموجودة في الغابات في جميع أنحاء أميركا الشمالية، ومن ثم قارن الباحثون الغازات بتلك التي تنبعث من جثث لم تمسها الخنافس. وأعطت الجثث المعدة بواسطة الخنافس كمية أقل بكثير من مركب رائحة البصل الذي عادة ما يجذب المنافسين، واكتشفوا أيضاً زيادة في غاز آخر معروف بردع الحشرات الأخرى التي تتغذى على الحيوانات النافقة.
وقد يهمك أيضًا:
مخاوف من حرائق "كامنة" لا تزال مندلعة تحت الجليد في القطب الشمالي