الخنافس البدينة الطائرة

تقضي بعض الحشرات 4 سنوات في تسمين نفسها تحت الأرض، وبعد ظهورها أخيرا خلال بدء حرارة شمس مايو/ أيار أو يونيو/ حزيزان، فإنها أحيانا ما تضل الطريق. وأوضح البستانيون في الجنوب الشرقي للبلاد أن الخنافس السمينة الطائرة تروعهم في ساحاتههم الخلفية، ولا تنمو هذه الحشرات لأكثر من بوصة لكنها تصدر طنين عالي الصوت عند الطيران وتبدأ في الهجوم. وكتب دانيال أوت على "تويتر" يقول:  إنه "وقت الدودة البيضاء الطائرة، إنها كبيرة جدا وحمقاء ، وتصدر صوتا رهيبا وتهاجم من الباب الخلفي للضوء"، فيما قال مستخدم أخر يدعى بيغ هنتر إن "صديقه سقط إلى الطابق السفلي بعد أن هاجمته إحدى هذه الحشرات"، وأوضحت سمانثا سكوت (37 عاما) من نوريتش " لم أرَ مثل هذه الحشرة الصغيرة البشعة قط، إنها تصدر صوتًا عاليًا وتأتي إلى سريري وتزعجني، وانتهى بي الأمر إلى النوم في الصالة".
 
وتعد هذه الحشرات غير مؤذية للإنسان ولكن حبها الشره للطعام جعلها عدوا قاتلا للمزارعين على مر القرون. وفي العصور الوسطى كان الفرنسيون يأكلونها في اليخوت أو مقلية مع الزبدة، بينما كان الألمان يأكلونها مغلفة بالسكر كحلوى، وقضت المبيدات الحشرية الحديثة على الملايين منها، ولكن مع وجود ضوابط جديدة على استخدام المبيدات بدأت أعدادها ترتفع مرة أخرى، ويبدو أن الطبيعة أفضل وسيلة للسيطرة.
 
وتحظى هذه الخنافس بدورة حياة قصيرة تمتد لخمسة أو ستة أسابيع ويموت معظمها قبل نهاية شهر يوليو/ تموز، وتضع الأنثى ما يصل إلى 80 بيضة على بعد ثلاثة أرباع البوصة تحت الأرض حيث تفقس اليرقات بعد ستة أسابيع وتتغذى على جذور العشب لمدة 3 إلى 4 سنوات قبل البلوغ.

وأوضح بول بيتس الذي يدير شركة لمكافحة الآفات، أنه في حين الخنافس ليست خطرة على الصحة العامة إلا أن مواجهة إحداها ربما تكون تجربة مقلقة تماما، مضيفا " ربما تسبب مشكلة إذا اقتربت من مدخنة أو تسبب بعض الخوف في المنزل، إنها تصدر صوتا عاليا جدا عند التحليق، وهو ما يمكن أن يخيف الناس قليلا لكنها لا تسبب خطرا على الصحة ولا تلدغ".