باريس - مصر اليوم
أكدت دراسة جديدة أن أكثر الحيوانات المحبوبة هي أكثر عرضة لخطر الإنقراض مما كنا نعتقد في السابق، فيما أشار مسح استقصائي إلى أن كثيرًا من الناس لا يدركون أن الحيوانات التي يعتبرونها "ذات كاريزما" مهددة في البرية.
وتشمل هذه الحيوانات الأسود والفيلة والنمور والحيوانات الأخرى التي تظهر في كثير من الأحيان في الإعلانات أو تستخدم صورتها كعلامة تجارية لمنتج ما.
ويظن الباحثون أن انتشار هذه الحيوانات في وسائل الإعلام تجعل الناس يعتقدون أنهم في مأمن في الغابات، ونشرت نتائج هذه الدراسة التي أجراها فريق دولي من العلماء في دورية PLOS Biology العلمية.
أنواع الحيوانات الكاريزمية
قال الدكتور فرانك كورشامب المشرف على هذه الدراسة "إن فكرة وصف الحيوانات بأنها "كاريزمية" انتشرت مؤخرًا في دراسة علم الأحياء".
وأضاف كورشامب أنه عكف مع فريقه على تحديد أي نوع يصنف تحت مسمى "الكاريزمي" وذلك عبر استطلاع متاح على الانترنت بأربع لغات وأسئلة مخصصة لطلاب المدارس الابتدائية باللغة الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، وطلب منهم تسمية الحيوانات التي تعتبر الأكثر جاذبية أو التي تتمتع بـ "الكاريزما".
ودرس الباحثون كيفية توظيف صور الحيوانات على المواقع الالكترونية لحدائق الحيوانات وعلى أغلفة أفلام "ديزني".
الحياة البرية الافتراضية
وصوّر فريق من المتطوعين في فرنسا بالإضافة إلى ذلك، لقاءات مع مجموعات "افتراضية" من 10 حيوانات لمدة أسبوع، ووجدوا أنه من المرجح أن يشاهد الناس الأسود الافتراضية مرتين أو ثلاثة أضعاف أكثر من بقية الحيوانات في السنة، كما توصلوا إلى أن متوسط استخدام صورة الأسد في الشعارات وأفلام الكرتون والمجلات أكثر من غيره بنحو 4 أضعاف.
وقال الدكتور كورشامب "إن هناك تأثيرًا في اللاوعي عند الإنسان مفاده أن الزرافات والأسود غير مدرجة في قائمة الحيوانات المهددة لأن الناس يرونهم كل يوم في حياتهم اليومية".
وأضاف أنه بالرغم من الاستخدام الإعلامي الكبير لصور هذه الحيوانات فإن تسعة من أصل عشرة من هذه الحيوانات في اللائحة معرضة للخطر بشكل كبير بحسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
وأكد الباحثون أنه لدى سؤال المشاركين في الاستطلاع عما إذا كانوا يعتقدون أن هذه المجموعة من الحيوانات مهددة بالانقراض، أوضح نصف المشاركين أن بعض أنواع الغوريلا المهددة بالإنقراض لم تكن مهددة إطلاقًا.
وقالت الدكتورة سارة دورانت المتخصصة في علم الأحياء "إن هذا لا يثبت بعد أن هناك علاقة بين رؤية هذه الحيوانات بشكل متكرر في مجتمعنا وحجم إدراكنا لخطر تعرضها للانقراض"، وأضافت "هناك عوامل أخرى تؤثر على فهم الناس لوضع هذه الحيوانات ومساعدتهم في الحفاظ عليها".
واقترح الدكتور كورشامب حلًا مبتكراً لتمويل محميات عن طريق بيع حقوق نشر الصور للحيوانات المهددة بالانقراض، وأضاف أن الشركات قد تتبرع بالأموال للمنظمات غير الحكومية مقابل استخدام صور هذه الحيوانات في الإعلانات أو في العلامات التجارية.
وأردف "أعتقد أن هذه الفكرة ليست مستحيلة"، مضيفاً "هناك بالفعل بعض الشركات التي تقوم بذلك مثل شركة جاغوار ولاكوست"، وتابع بالقول "إنه ليس هناك الكثير من الوقت بالنسبة لبعض الحيوانات على القائمة، إذ يتنبأ علماء البيئة بأن الفيلة ستنفق في البرية خلال قرن في حال لم يتم وضعها في محميات".
وأضاف الدكتور كورشامب أن "الفهد الصياد يواجه تراجعاً حاداً في أعداده تصل إلى 70 في المائة"، فيما يشعر أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل من أجل إنقاذ هذه الحيوانات المهددة بالانقراض، وقال "نقدم الآن الإسعافات الأولية لهذه الحيوانات التي هي على وشك الموت، إلا أننا لا ننقذهم بل نساعدهم على العيش يومهم بيومهم".
أفضل 10 حيوانات "كاريزمية" هي:
1- النمر
2- الأسد
3- الفيل
4- الزرافة
5- الفهد
6- الباندا
7- الفهد الصياد
8- الدب القطبي
9- الذئب
10- الغوريلا