القاهرة ـ مصر اليوم
يقاتل العلماء فى جميع أنحاء العالم لاحتواء جائحة كورونا، التى أودت بحياة أكثر من 2.48 مليون شخص، وتعد الوقاية من العدوى أمر ضرورى لاحتواء الوباء، وللقيام بذلك، من الضرورى فهم طبيعة الفيروس، أى قابليته لمجموعة من المضيفين، مثل نوبات تفشى المرض السابقة. نشأ فيروس كورونا من أحد مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ، ويُعزى معدل انتقال الفيروس المرتفع إلى قدرته على استخدام مستقبلات سطح الخلية المحفوظة للغاية الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2) لدخول الخلية المضيفة.
ويوجد بروتين ACE2 فى الغالب على سطح الخلية لجميع مجموعات الفقاريات الرئيسية، ويمكن تفسير المعدل المرتفع للعدوى فى العام الماضى من خلال الحدوث المتزامن لثلاثة عوامل - (أ) ارتفاع عدد السكان ، (ب) احتمالية إصابة عالية بفيروس كورونا ، و (ج) الطبيعة فى كل مكان مستقبلات ACE2.
الآن ، لاحظت دراسة جديدة، نُشرت على موقع ما قبل الطباعة bioRxiv أن فيروس كورونا قد انتقل من البشر (المضيف) إلى الثدييات الأخرى، وقد تؤدى هذه العدوى إلى تكوين مضيف جديد (حيوانات)، والذى قد يعمل كمستودع للفيروس، وقد تتسبب هذه الحيوانات لاحقًا فى انتشار ثانوى للبشر.
ففى الدنمارك وهولندا انتقل فيروس كورونا من البشر إلى المنك المستزرع، وبعد ذلك انتقل نوع من الفيروس مرة أخرى من المنك إلى البشر.
ويشكل الامتداد الثانوى تهديدًا كبيرًا لأنه يولد سلالات متحولة، وقد تم الإبلاغ عن مجموعة متنوعة من الحيوانات الأليفة والحيوانات المستزرعة وما إلى ذلك كمضيفين جدد لـ كورونا، وقد تكون السلالات الناشئة أكثر ضراوة من السلالات الموجودة، حيث كشفت دراسة سابقة أن البديل المشتق من المنك يمكن أن يقلل من الحساسية للأجسام المضادة المعادلة.
وأجرى العلماء العديد من الدراسات الحسابية لعمل تنبؤات صحيحة حول الحيوانات المعرضة للإصابة بـ كورونا، حيث تطور الدراسة الحالية نموذجًا جديدًا من خلال الجمع بين الاستدلال القائم على الهيكل وبيانات السمات على مستوى الأنواع الحيوانية، وهذا من شأنه أن يساعد فى التنبؤ بالقدرة الحيوانية لأنواع الحيوانات المختلفة على أن تصبح مضيفات حيوانية المنشأ لـ كورونا.
ولتعزيز القدرة التنبؤية للنماذج قام العلماء بدمج السمات البيولوجية الجوهرية لنحو 5400 نوع من الثدييات في دراستهم.
وتنبأ النموذج بقدرة عالية من فيروس كورونا حيوانية المصدر للعديد من أنواع الحيوانات المستأنسة والمزروعة والمتداولة الحية، على سبيل المثال من بين جميع الماشية، كان من المتوقع أن تتمتع Bubalus bubalis (جاموس الماء) بقدرة حيوانية عالية.
كما أظهرت بعض الأنواع الأخرى نسبة عالية من فيروس كورونا حيوانية المصدر هى الفئران والقوارض والخفافيش، وتتمتع الأنواع المهددة بالانقراض مثل الغوريلا الجبلية أيضًا بقدرة عالية على حيوانية المنشأ، ما يعرض الأفراد المشاركين بشكل مباشر في إدارة الحفظ النشط لخطر أكبر لانتقال الفيروس.
وعلى الرغم من وجود مستوى عالٍ من التوافق بين هذه النماذج وتنبؤات الدراسات التجريبية، لا تزال هناك بعض الاختلافات بين النتائج الحسابية والتجارب الفعلية ، بما في ذلك الحيوانات. كمثال اقترحت العديد من التنبؤات الحسابية أن الخنازير تظهر قابلية للإصابة بـ كورونا، لكن هذه النتيجة لم تصمد في التجارب القائمة على الحيوانات.
لذلك أوصى الباحثون بأن منهجية واحدة ليست كافية للتنبؤ بالقدرة الحيوانية المصدر لـ كورونا، ويمكن زيادة القدرة التنبؤية حيوانية المصدر من خلال تقييم النتائج التى تم الحصول عليها من الجمع بين النماذج النظرية والنماذج الإحصائية والتجارب المعملية والملاحظات فى العالم الحقيقى.
وقد يهمك أيضًا :
إليك 10 فصائل للكلاب الأكثر ذكاءً في العالم من بينها "دوبر مان"
تصحيح الأفكار المغلوطة حول التخلص من الحيوانات الأليفة في زمن "كورونا"