الصيادين

معاناة شديدة وحقيقية يتعرض لها أكثر من 150 ألف صياد من أبناء المناطق الشمالية في محافظة كفرالشيخ، بمراكز البرلس ومطوبس وسيدي سالم والرياض، من قلة الرزق والقبض على الصيادين واحتجازهم في تونس وليبيا واليمن والسعودية وغرق المراكب.

وتكمن مشكلات الصيد في بحيرة البرلس من عدم وجود مساحات للصيد لصغار الصيادين، بسبب تحكم كبار الحيتان في مقدرات البحيرة، وهو ما تسبب في هروبهم للعمل على المراكب التي تخرج للصيد في البحرين الأحمر والمتوسط مقابل أجر زهيد للحصول على قوت أسرهم.

وصرح أحد كبار الصيادين بالبرلس صبرى الغريب، أن قوانين الصيد التي يتم العمل بها حاليًا معظمها قديمة وبالية ولم يتم تعديلها منذ عشرات السنين، وطالبنا مرارًا وتكرارًا بتعديلها إلا أن المسؤولين يكتفون بأسلوب رد الفعل ولا يتحركون إلا عندما يتم احتجاز المراكب والصيادين، أو مصرعهم، فيبدأون التدخل مع نظرائهم للإفراج عنهم.

 وأشار الغريب إلى أنه لا بد من تنظيم عمليات الصيد بصورة واضحة والالتزام بها من جميع الأطراف.

ويؤكد شيخ الصيادين بقرية برج البرلس، رئيس الاتحاد التعاوني لصائدي الأسماك سابقًا، الحاج عبدربه الجزائرلي، أن رحلة الصيد الواحدة تتكلف ما يقرب من 250 ألف جنيه ما بين مواد غذائية لإعاشةالصيادين ووقود وأجور صيادين وعمال من غير المشتركين في حصيلة إنتاج الصيد، فإذا تعرض أي مركب للاحتجاز تقع خسائر فادحة لصاحب المركب والصيادين الذين ليس لديهم مصدر رزق آخر، بالإضافة إلى أنهم يعولون أسرًا كبيرة تتعرض للمخاطر في غياب عائلها وتنتظر عودتهم بفارغ الصبر، مشيرًا إلى أن ثمن المركب يقترب من ثلاثة ملايين جنيه، فإذا ما تحطمت أو فقدت أو وقعت كارثة لصاحبها أو المشاركين فيها تصبح مأساة لأنهم وضعوا كل إمكاناتهم فى شرائها.

 وطالب الجزائرلي المسؤولين بالدولة ووزارة الخارجية بالتدخل لوضع حد لما يحدث للصيادين من إهانات بدعوى اختراق المياه الإقليمية للدول، ووضع قوانين صارمة لعدم اختراق المياه الإقليمية للدول بشرط أن تتضمن المنظومة حدود المياه الإقليمية لكل دولة ووضع علامات لهذه الحدود.

وأكد الحاج محمود شرشير من صيادي البرلس، أن أهم شىء يسهم في حل أزمة الصيادين هو حل مشكلات بحيرة البرلس بإزالة كل التعديات الواقعة عليها وتطهيرها من الحيتان وأصحاب النفوذ، وإتاحة الفرصة لصغار الصيادين للعمل والصيد بها، وبالتالى لن يلجأوا للعمل على المراكب فى رحلات خطرة مقابل أجربسيط.

وأشار شرشير إلى أن مدينة برج البرلس بها أكثر من 60 ألف صياد، وقرية برج مغيزل بها 35 ألفا بالإضافة إلى القرى الأخرى الواقعة على شواطئ البحر المتوسط من قرى بر بحري والشهابية والمقصبة والجزيرة الخضراء والسكري وأبو خشبة، والقرى الأخرى بها أكثر من 60 ألف صياد، ومعظم هؤلاءالصيادين لا يجدون لهم مكانًا في بحيرة البرلس بسبب الأزمات المفتعلة التىي يعلمها الجميع.

وأكد شرشير أن حل مشكلات هؤلاء الصيادين من أبناء المحافظة هو إتاحة الفرصة لهم للعمل في بلدهم وليس المخاطرة والسفر في رحلات صيد خارجية محفوفة بالمخاطر.