القاهرة - سهام أحمد
بدأت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، اختبار ثلاثة أنظمة لالتقاط الحرارة الشمسية كجزء من برنامج تحلية مياه البحر بالاعتماد على الطاقة المتجددة الذي تنفذه الشركة في منطقة غنتوت في أبوظبي، وذلك في إطار سعيها لتطوير محطات تحلية مياه أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وذات جدوى تجارية.
وتم تركيب هذه التقنيات الثلاث التي تشارك في اختبارها شرِكات متخصصة في موقع برنامج "مصدر" لتحلية مياه البحر بالاعتماد على الطاقة المتجددة في غنتوت.
ويعمل معهد مصدر، التابع إلى جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، على رصد كفاءة التشغيل والتكلفة لأنظمة الالتقاط، ومدى ملاءمتها للتطبيق على نطاق أوسع.
وستعمل هذه النظم التكنولوجية المتقدمة التي تشارك في تقييمها شرِكات "إمبريال لخدمات الطاقة" و"إمسول إنوفيشنز" و"جرين ون تيك" على التقاط حرارة الشمس لتعزيز عملية تحلية مياه البحر بديلا لحرق الغاز الطبيعي.
وبمناسبة تدشين اللواقط الشمسية المتقدمة، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ"مصدر": "أصبحت هناك حاجة مُلِحّة إلى تأمين حلول أكثر استدامة وأقل استهلاكا للطاقة في عملية تحلية المياه خصوصا أن معظم المياه المستهلكة في دول مجلس التعاون الخليجي تأتي عبر هذه العملية. وقد حقق برنامجنا لتحلية المياه بالاعتماد على الطاقة المتجددة نتائج مهمة لشركة "مصدر" وشركائنا منذ إطلاقه قبل 18 شهرا، ويمثل إدخال التكنولوجيا الحرارية الشمسية المرحلة التالية في تطوير هذا البرنامج الحيوي. ونحن مسرورون للتعاون مع شركات رائدة مثل "إمبريال" و"إمسول" و"جرين ون تيك"، والاستفادة من خبراتهم التقنية في هذا المجال".
وقال الدكتور ستيف غريفيث، نائب الرئيس التنفيذي للأبحاث بالإنابة في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: "تعتبر الحرارة الشمسية الوافرة في دولة الإمارات، والتي يمكن جمعها على شكل طاقة، خيارا جذابا لتوفير الطاقة لمختلف مراحل تحلية مياه البحر، التي توفر غالبية المياه العذبة المستخدمة في الدولة. ولهذا السبب نحن فخورون بدعم هذا المشروع، وغيره من المشاريع التي تساعد على جعل أنظمة المياه والطاقة في دولة الإمارات أكثر استدامة، كما أننا على ثقة بأن التعاون في غنتوت سيعزز هدف الإمارات المتمثل في تحقيق استخدام واسع النطاق لتحلية المياه بالاعتماد على الطاقة الشمسية".
وستزود أنظمة الالتقاط الشمسية الثلاثة حرارة متوسطة تبلغ 95 درجة مئوية، وهي مثالية لعملية تحلية المياه، ويهدف المشروع إلى اختبار جدوى تلك اللواقط الشمسية لمعرفة كيفية تحسين عملية تحلية المياه، فضلا عن قياس مدى ملاءمتها للاستخدامات المحتملة الأخرى.
من جهته قال مانوج ديفاكاران، مدير شركة إمبريال للطاقة، إن "الاستفادة من الطاقة الحرارية الناتجة عن الشمس لتلبية متطلبات الطاقة اللازمة لمختلف العمليات، مثل تحلية المياه مهمة جداً لهذه المنطقة، ونحن سعداء لكوننا جزءا من هذه المبادرة التي تستشرف "مصدر" من خلالها المستقبل".
ومن طرفه قال جايبراكاش كارنا، الرئيس التنفيذي لـ"إمسول": "تفخر إمسول إنوفيشنز بشراكتها مع "مصدر" في هذا المشروع المبتكر لتحلية المياه، والمساهمة في تنفيذ إحدى الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات. ويقوم النظام الذي تم تركيبه على تقنيات طورتها "إمسول"، بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا، ويعمل بطريقة لا تحتاج إلى صيانة لضمان كفاءة تحويل عالية، حتى في حال وجود غيوم كثيفة تحجب أشعة الشمس".
وقال روبرت كاندوث، الرئيس التنفيذي لـ"جرين ون تيك": عززت "جرين ون تيك" مركزها في سوق الطاقة الشمسية العالمي لتصبح العلامة التجارية الأهم من حيث جودة الإنتاج والابتكار، ونحن فخورون في المساهمة بإيجاد حل لواحدة من أكبر القضايا العالمية، وهي تأمين إمدادات المياه وذلك بالشراكة مع "ميلينيوم لصناعة الطاقة".
وحول مشاركتهم في المشروع قال أنس ريماوي، رئيس مجلس إدارة شركة ميلينيوم لصناعة الطاقة: كانت "مصدر" على مدى عقدٍ من الزمن رائدة في تطوير منظومة مستدامة للطاقة المتجددة، والآن أدركت الأسواق الإقليمية أخيرا قيمة وأهمية الطاقة المتجددة لمستقبلنا. وستثبت "مصدر" مرة أخرى، من خلال حلول تحلية المياه بالاعتماد على الطاقة الشمسية، واقعية توجهها، ويسعدنا أيضا أن ننضم إلى جهودها، حيث قامت شركة ميلينيوم لصناعة الطاقة بتصميم وتنفيذ أحد أكبر أنظمة التدفئة الشمسية في العالم بقدرة 25 ميجاواط حراري في العام 2011".