القاهرة - مصر اليوم
علق عباس شراقي الخبير الجيولوجي المصري على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حول غرق مدينة الإسكندرية المصرية. وقال شراقي: "الكرة الأرضية فى تغير مستمر من ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة، وكذلك سطح البحر، وزيادة غازات الاحتباس الحرارى مثل ثاني أكسيد الكربون، وهناك من التغيرات البطيئة التى تحدث على مدار آلاف وملايين السنين وأخرى سريعة مثل اصطدام نيازك بالكرة الأرضية، ومايحدث حاليا هو استمرار فترة دفيئة تسمى بين الجليدية "interglacial" وفيها ارتفاع درجة حرارة الأرض لأسباب طبيعية ويضاف الآن جزء من نشاط الانسان، والفرق بين العصور الدفيئة والجليدية يكون فى حدود 10 درجات مئوية، متوسط هذه الفترة 10 آلاف سنة ولكنها وصلت الآن إلى 11 ألف سنة".
وأضاف: "ارتفع مستوى سطح البحر في العالم خلال القرن الماضي حوالى 16 – 20 سم، وازداد مؤخرا منذ 1993 ليصبح حوالى 3 مم/سنة طبقا للقياسات بالأقمار الصناعية، كما ارتفعت درجة الحرارة حوالى درجة واحدة منذ بداية الثورة الصناعية (حوالى 200 عام) معظمها فى الخمسين سنة الأخيرة بمعد 0.1 - 0.2 درجة مئوية كل عشر سنوات، كما تم رصد ارتفاع نسبة غاز ثانى اكسيد الكربون وانحسار بعض المناطق الجليدية، كل ذلك مشاهد تدق ناقوس الخطر لاتخاذ تدابير عدم زيادة درجة الحرارة وتقليل ذوبان الجليد الذى يزيد من ارتفاع سطح البحر، كما أن ارتفاع الحرارة يزيد أيضا من تمدد مياه البحار وزيادة الحجم مما يزيد من مستوى البحر وغرق بعض المناطق الساحلية المنخفضة".
وأشار إلى وجود "ارتفاع طبيعي بطيء في درجات الحرارة على سطح الأرض يحتاج آلاف السنوات لكى يرتفع منسوب سطح البحر متر أو مترين، ولكن يعظمها نشاط الانسان بزيادة التلوث خاصة من غازات ثانى أكسيد الكربون من المحطات توليد الكهرباء والصناعة ووسائل النقل، والميثان من المخلفات والبرك والمستنقعات والمزارع، وأكاسيد النيتروجين من الصناعة والزراعة، والأوزون من الطائرات وغازات كلوروفلوروكربون. قد ترتفع درجة الحرارة إذا استمر الانسان في نشاطه الملوث للبيئة ولكن يصعب الوصول إلى 4 درجات التي قد تحتاج إلى مئات من السنوات وربما الآلاف إذا احتاطت البشرية.
وحول غرق مدينة الإسكندرية أوضح أنه "تم اجراء كثير من الدراسات لسيناريوهات ارتفاع منسوب سطح البحر وتأثر الدلتا ووجد أنه إذا ازداد منسوب سطح البحر نصف متر فإن ذلك يمكن أن يغرق حوالى نصف مليون فدان شمال الدلتا ويضاعف حجم البحيرات الشمالية المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط، ومساحات كبيرة من بورسعيد ودمياط والأسكندرية، وتهجير حوالى 4 مليون نسمة، أما اذا ارتفع 1.5 متر فسوف يمتد البحر المتوسط داخل الدلتا لمسافة حوالي 25 كم مغرقا حوالى 1.5 مليون فدان وتهجير أكثر من 8 مليون نسمة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
خبراء في مؤتمر المناخ يحذرون من ارتفاع متوسط حرارة الأرض بمقدار 3 درجات
ارتفاع درجة حرارة مياه البحر بين كوريا الجنوبية واليابان لمستوى قياسي