القاهرة - مصر اليوم
ما زال الكثير من أهالي قرى ونجوع محافظة قنا يعانون من تلوث مياه الشرب، بسبب إلقاء الحيوانات النافقة والمخلفات، فضلاً عن تسرُّب لبقع زيت من بعض المصانع، وهو الشيء المتكرر في محافظة قنا، مما تسبب في العديد من الأمراض لعدد كبير من أبناء محافظة قنا منها الفشل الكُلوي، ويأتي هذا في الوقت الذي يعاني
فيه البعض من انقطاع المياه لفترات طويلة.
ورصد "اليوم السابع" وجود مخلفات في مناطق عدة في المحافظة على ضفاف النيل، وتكرار تسرب الزيت من بعض المصانع، بالإضافة إلى وجود مواسير صرف على النيل.
وفي إحدى القرى الواقعة على ضفاف النيل في مركز قنا على سبيل المثال لا الحصر يعاني أبناء قرية الترامسة من تلوث المياه الموجود في أحد المصارف المائية، والذي يجاور مرشّح المياه مباشرة، ويؤكد بعض أبناء القرية أن المياه الملوثة تسببت في العديد من الأمراض ومنها الفشل الكلويّ وحالات الإجهاض المتكرر للسيدات في القرية.
وأعلن عضو "رابطة أبناء الترامسة" نور الدين جلال أن "المعاناة تتمثل في مرشّح المياه الذي يغذي القرية، والذي يقع بجوار مصرف مائي فيه كل أنواع الملوثات، فهو من كثرة القاذورات والحيوانات النافقة لا ترى المياه تحتها، مما أدى بدوره إلى انتشار أمراض كثيرة في القرية على رأسها مرض الفشل الكلوي الذي تتزايد نسبته يومًا بعد يوم، وهذا الكلام ليس محض افتراء بل من خلال سجلات وزارة الصحة، التي رصدت حالات الفشل في المحافظة، ووجدت أن أكثر نسبة في قرية الترامسة"، على حد قوله.
ومن ناحيته، يؤكد أحد العاملين في شركة مياه الشرب أن هناك مشكلة أخرى تتسبب في الأمراض وهي المواسير المتهالكة المصنوعة من مادة الأسبستوس الضارة صحيًا، والمليئة بالطفيليات والرواسب، والتي مضى على تركيبها أكثر من 40 عامًا، ولم تتغير حتى الآن، ورغم تدعيم محطة مياه القرية بموتور جديد لضخ المياه بقوة، إلا أن الكارثة الحقيقية ما زالت موجودة، وتتسبب في العديد من الأمراض لأبناء القرية.
ورصد "اليوم السابع" تكرار تسرّب بقع الزيت من المصانع، خاصة في مركزي دشنا ونجع حمادي، والذى يتسبب بصفة مستمرة في بعض حالات تسمم مياه الشرب.
ومن جانبه، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي لواء مهندس أشرف عبد العزيز أنه منذ توليه منصبه بدأ بعمل لجان لفحص المرشّحات بواسطة الغطاسين العاملين في الشركة لإنهاء المشاكل الخاصة بمياه الشرب في مناطق بعينها على مستوى المحافظة، وآخرها مرشح القصر والصياد الذي انتهت المشكلة فيه خلال يوم واحد، وأخذ عينات من المياه للتأكد من خلوها من أي تلوث أو شوائب، موضحًا أن الشركة تقوم بتطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية لحماية مأخذ المياه من خلال القيام بعمل امتداد لها، والتي يُشتبه فى وجود مشاكل فيها، وتقوم معامل الشركة بأخذ عينات بصفة دورية للتأكد من سلامة المياه.
وعن تكرار تسرّب بقع الزيت من المصانع، أكّد المهندس أشرف عبد العزيز حرص الشركة على اتخاذ الإجراءات الاحترازية بشكل وقائي عند وجود بقعة زيت، بجانب مآخذ محطة مياه الشرب، حيث يقوم فريق الغطس بوضع المواسير الملتفّة "بالخيش" من ثلاثة اتجاهات، كما يتولى فريق الغطس مهمة تفتيت بقعة الزيت باستخدام الأيرلفت أو بواسطة ماكينة الغاطسة، حيث تتولى هذه الآلات شفط الزيوت من على سطح المياه، وتعبئتها داخل عربات الصرف الصحي.
وأشارت مدير عام السلامة والصحة المهنية مهندسة حنان عبد الباقي إلى حرص الشركة على نقل المياه المختلطة بالزيت إلى أماكن بعيدة مع سحب عينات بصفة مستمرة، للتأكد من صلاحيتها ومدى جودتها، كما يقوم فريق الغطس التابع للشركة بمتابعة المأخذ على مدار 24 ساعة في حال حدوث أي تسربات في مياه النيل، منعًا لحدوث أي تسريبات لبقع الزيت أو السولار إلى داخل مراحل المحطات، التي قد تؤثر على جودة المياه المنتجة.
فيما صرح مصدر مسؤول إلى "اليوم السابع" عن قيام الشركة بعمل تقرير شامل عن مخالفات بعض المصانع في المحافظة، حيث تم تصوير عدد من المواسير التابعة للمصانع أسفل المياه غير ظاهرة بواسطة غطاسي الشركة، وتسليم التقرير لمحافظ قنا لأخذ الإجراءات القانونية ضد هذه المصانع.