لندن ـ مصر اليوم
نقّبت فرق الإنقاذ في الجنوب الغربي من أستراليا، وعلى بُعد 1,500 ميل بحري، في المحيط الهندي، عن حطام طائرة الخطوط الجوية الماليزية "MH370"، التي حاربت الرياح العاتية، والطقس المتقلب، وذلك بعد أن التقطت الأقمار الصناعية 122 جسم غريب، في محيط 23 مترًا.
وكانت رياح، بلغت سرعتها 50 ميلاً في
الساعة، وأمطار غزيرة، وأمواج وصل ارتفاعها إلى 4 أمتار، قد أعاقت السلطات الأسترالية من استكمال جهود البحث، الاثنين الماضي، وعلى الرغم من أنَّ الجيوش الأستراليّة والأميركيّة والصينيّة لديهم طائرات بحث متطورة، تسمى "Roaring Forties"، لكنها تطير بسرعة 30-40 ميل في الساعة، ما زاد صعوبة البحث، وأصبحت عملية معقدة.
وظهرت أجزاء عائمة من حطام الطائرة على سطح المحيط، مثل مقاعد ووسائد وأجزاء من جناح الطائرة، ويبدو أنَّ الطقس العاصف تسبّب في كسر جزء من حطام الطائرة، ما أدى إلى غرق القطعة الأثقل، وذلك فضلاً عن أنَّ المحيط الهندي يشتهر بكثرة دوامته، وتياراته القوية، التي يمكنها حمل أجزاء من الحطام إلى مسافات بعيدة.
وأوضح الباحث في مركز علوم البحار الوطني في ساوثامبتون سيمون بوكسال أنَّ "سرعة التيار في المحيطات يمكنها أن تنقل الأشياء حتى مسافة 100 ميل، خلال أربعة أيام، وبعد 18 يومًا يمكن لحطام الطائرة أن ينتقل حتى 500 ميل، بعيدًا عن الحطام الذي عثر عليه"، لافتًا إلى أنَّه "على الفرق البدء بالبحث على بُعد 700 ميل إلى الغرب، وذلك اعتباراً من الأسبوع الماضي".
وأشار البيولوجي روبين بيمان إلى أنّ "منطقة البحث لاتزال كبيرة جداً، والتضاريس الأرضية للمحيط الهندي بين متسقة وغير متناسقة تماماً، فضلاً عن الدوامات، التي يمكن أن تتشكل في محيط الجبال تحت البحر، والتلال، والوديان والمحيطات والبراكين النشطة للغاية في هذة المنطقة، فالتضاريس الطبيعية تحجب الحطام عن أجهزة الردار".
وبيّت أنه "إذا غرق حطام الطائرة في منطقة مسطحة، وواسعة، سيسهل على الأقمار الصناعية إيجادها، أو أجهزة مثل الصندوق الأسود، لدى البحرية الأميركية لتحديد المواقع، والذي من شأنه أن يحدّد مواقع الأشياء بنبضات صوتية، عندما يستقبل ذبذبات من الأجسام، لكن هذه المنطقة منحدرة بعمق يقدر بنحو 13,000 إلى 8,200 قدم".
ولفت الخبراء إلى أنّه "كلما طال وقت البحث عن حطام الطائرة الماليزية المفقودة، زادت صعوبة إيجاده، ويصعب تحديد مكان استقراره، ويعقد مسألة استرداد الطائرة، بسبب تيارات المحيط"، مؤكّدين أنَّ "العثور على أجزاء من الحطام سيساعد كثيراً في الوصول إلى باقي الحطام (MH370)"