القاهرة - مينا سامي
شهدت الثروة السمكية في مصر، تراجعًا حادًا في الفترة الأخيرة بسبب ما أكده البعض وهو تلوث البحيرات التي تنتج الأسماك بسبب تكوُّن طفيليات تصيب الأسماك في رأسها بالسرطان، وهو ما ساهم في التأثير على معدل ما تنتجه تلك البحيرات. وانتشرت في مياه بحيرة قارون مادة الأمونيا السامة لإلقاء 88 قرية الصرف الصحي المباشر على البحيرة، بالإضافة إلى مصرف "البطس" القادم من محافظتي بني سويف والمنيا الذي يبلغ طوله 168 كم يصب مباشرة في البحيرة.
ولم تكن تلك المشكلة هي الوحيدة التي أدت إلى نقص الثروة السمكية في بحيرة قارون، حيث تقلصت أسماك البلطي والبوري والقاروص وموسى والدنيس بسبب الدودة السوداء "الأيزو بودا"، التي يقترب حجمها من الخنفساء وتقوم بالتسلل إلى جسم الأسماك عن طريق الخياشيم وتمتص الدم وتدمر الجهاز التناسلي للسمكة وأصبحت مساحة 55 فدانًا من بحيرة قارون بلا أسماك مما حرم مصر من 50 ألف طن سنويًا من الثروة السمكية.
وتقدم عضو مجلس النواب عن محافظة الفيوم النائب أحمد مصطفى عبد الواحد، ببيان عاجل للدكتور علي عبد العال، رئيس المجلس، موجه للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ووزيري الزراعة عبد المنعم البنا، والبيئة خالد فهمي، لتشكيل لجنة من أساتذة كليات الزراعة المتخصصين في الثروة السمكية وعلماء البحار، لزيارة بحيرة قارون والتعرف على حقيقة الكارثة التى تواجهها، والتي تسببت في حالة ذعر كبيرة للصيادين والمواطنين.
وأوضح أحمد عبدالواحد في بيانه، أن خبراء وعلماء الأسماك، أكدوا أن الطفيل المفزع المتواجد في خياشيم بعض أنواع الأسماك في بحيرة قارون، يمثل كارثة بيئية خطيرة، موضحًا أنه حيوان قشري عديد الأرجل اسمه المتدارج هو "آكل لسان السمك"، موطنه الأصلي خليج كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، وكان معروفًا عنه أنه يصيب بعض أنواع الأسماك، أهمها سمكة البهار، إلا أنه اتضح أخيرًا أنه يهاجم أي نوع من الأسماك.
وأكد عضو مجلس النواب عن الفيوم، أن هذا الطفيل لن يسمح لسمكة واحدة من أي نوع في بحيرة قارون المغلقة بالبقاء، فلا معنى إذن لأي جهود لتطوير وتنمية البحيرة وإكثار الأسماك فيها، محذرًا من هذه الكارثة التي تهدد بتشريد أكثر من 15 ألف صياد وأسرهم، ممن يعتمدون على العيش من هذه المهنة، لأنها مصدر رزقهم الوحيد، مطالبًا بسرعة تحرك الحكومة لإنقاذ بحيرة قارون من هذه الكارثة قبل انهيارها.
وقال عضو مجلس النواب عن حزب النور في دائرة كفر الدوار في محافظة البحيرة، المهندس محمود هيبة، إن المجلس سيناقش الطلب المقدم منه و20 عضوًا آخرين حول سياسة الحكومة بشأن حماية البحيرات من التلوث والنهوض بالثروة السمكية بجلسة الأربعاء المقبل.
وأوضح محمود هيبة، أن مصر تمتلك أكثر من 10 بحيرات عملاقة، يمكن استغلالها للنهوض بالإنتاج السمكي بما يضمن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأسماك، خاصة مع ارتفاع أسعارها أخيرًا بصورة جنونية وصلت إلى 35 جنيهًا لأشهر أنواعه وهو البلطي "سمك الغلابة"، وبعض الأصناف تضاعفت أسعارها، الأمر الذي كان له تأثير مباشر على المستهلك.
وقال أحمد الزفتاوي، أحد أعضاء الفريق البحثي المكلف بدراسة بحيرة المنزلة، إن من بين أسباب أزمة نقص الأسماك، ظهور ما يسمي بـ"أملة السمك" منذ فترة صغيرة، وهي تضر بخمس محافظات التي تطل على بحيرة المنزلة وهي الدقهلية، دمياط، بورسعيد، الإسماعلية، الشرقية، وهي حشرة تصيب رأس السمكة وتسبب لها السرطان، مضيفا أن هذا المرض يرجع للتلوث المتراكم من كثرة الصرف الصحي والصناعي والزراعي ببحيرة المنزلة، خاصة مصرف بحر البقر وهو من أكبر المصارف تلوثا. بدوره، قال أحمد نصار نقيب الصيادين لـ"مصر اليوم"، إن تلوث البحيرات كارثة كبرى تهدد الثروة السمكية في مصر، مشددًا على ضرورة تدخل الحكومة في أسرع وقت ممثلة في وزارتي الري والبيئة، لإنقاذ البحيرات المصرية من خطر الطفيليات.