القليوبية - سعيد فرماوي
تعاني محافظة القليوبية مثل سائر محافظات الجمهورية من صعوبة الحصول على مياه، حيثُ أنّ هناك عدد من القرى مازالت تستخدم الطلمبات الحبشية للحصول على احتياجاتها من المياة بالإضافة إلى أنّ معظم الشبكات تستخدم فيها مواسير بالية وقديمة يتراكم فيها الصدأ، وتزيد المياة تلوثًا، ناهيك عن عمليات الانقطاع المستمرة للمياه التي قد تصل إلى 12 ساعة داخل العاصمة بنها، ناهيك عن بعض المدن الكبيرة مثل طوخ التي تنقطع فيها المياه بالأيام أما القرى فحدث ولا حرج.
وما بين محافظ القليوبية المهندس محمد عبد الظاهر الذي يؤكد أنه لا سلطة على المياه التي هي تابعة لشركة المياه والصرف الصحي وهي شركة مستقلة ولكن عند افتتاح محطات أو شبكات جيدة يتصدر المشهد ويعلن أنها في إطار مجهوداته, بالرغم من أنه أعلن في لقاءات صحافية أنّ نصيب الفرد من المياه في المحافظة أقل بكثير من المعدل الطبيعي حيث تبلغ 011 لترات للفرد، وهذا يُعد معدلًا مُنخفضًا لأن المعدل الطبيعي لنصيب الفرد هو 053 لترًا، أما رئيس فرع الشبكة في القليوبية المهندس مصطفي مجاهد لا يبالي بالرد على تساؤلات المواطنين.
وتؤكد إحصائيات غير رسمية أنّ 183 قرية و600عزبة بلا مياه شرب في القليوبية، في الخصوص وشبرا الخيمة وبنها وطوخ وكفر شكر نجد معاناة المواطنين من عدم توافر مياه الشرب بالإضافة إلى عدم نظافتها.
ففي مدينة طوخ نجد أنها تتغذى من محطة العبادلة، وكافة القرى التابعة لها يشتكي معظم سكانها من عدم نظافة وتطهير الشبكات بإنتظام، وعلى سبيل المثال نجد إحدي القرى التابعة إلى مركز طوخ قرية السفاينة فيها محطة للتحلية من تبرع رجال أعمال، والأسعار تترواح بين جنيه وجنيه ونصف للجركن 20 لتر أما في المدينة نفسها طوخ تتصدر المشهد دولة الكويت بمجموعة من المنح لمحطات تحلية، ويتم توصيل المياه إلى المنازل عن طريق التليفون وسعر الجركن خمسة جنيهات، ويكون مصدرها المحطات الأهلية نفسها، ولكنها توفر فرص عمل للشباب على حد تعبير أحد المحطات وتوفر الراحة إلى المواطنين.
ويؤكد أحد المواطنين في طوخ محمد الدوبي، أنّ المدينة يتم تغذيتها والقرى المجاورة لها عن طريق محطة العبادلة والتي تم شراء مواتيرلها ولكنها غير مطابقة للمواصفات، وأنه يتم ضخ المياه إلى قرى مجاورة لطوخ، ونادرًا ما بتضخ إلى طوخ.
وأما عزبة سري الواقعة في ميت كنانة، فيشتكي أهلها من مواسير إسبيس توس القديمة، ويريدون استبدال الشبكة بشبكة مواسير بلاستيكية لأن تلك المواسير فيها رواسب وتفاعلات والمياه غير صالحة للشرب، ويشتكون من الوقوف المتكرر أمام الطرنبات، واهمين أنّ المياه منها نظيفة وجيدة.
ومازالت الخصوص تعاني من أزمة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب والتي لا ننسى أنها رفعت دعوة قضائية في 2012، تُثبت أنّ 60٪ من مياه المجاري تصرف دون تنقية إلى مصرف بلبيس والخصوص ومنها إلى مصرف بحر البقر ثم بحيرة المنزلة، وكذا إلى مصرف المحيط الذي يصب في فرع رشيد كما أنّ 25٪ من بقية المجاري تعالج في الخصوص والجبل الأصفر.
وأما العاصمة، فهناك تقنين أكثر للموضوع، فمعظم السكان لديها فلاتر في المنازل، واختفت عمليات تجارة المياه بسبب إغلاق معظم محطات المياه، حيث يوضح ياسر علي أنه منذ أعوام كانوا يعتمدون على عمليات شراء المياه من محلات خاصة، وكان سعر الجركن حوالي ست جنيهات، أمّا بالتقدم، اعتمد المواطنون على مياه الفلاتر في البيوت فتلاشى مع الوقت استخدام المياه المباعة, ومازالت أزمة انقطاع المياه.
وأما قرية البرادعة الأشهر في تاريخ تسمم مياه الشرب، وعدم صلاحيتها للإستخدام الآدمي بالرغم من أنّ فيها محطات أهلية، ولكن سعر الجركن أقل بحوالي نصف جنيه، والأهالي يشتركون في جراكن المياه، حيث يوضح محمد اليماني أنهم يشترون المياه ولها رائحة كريهة، وطعم غريب.
ووسط كل هذا تأتي مديرية الصحة في القليوبية، لتؤكد نظافة وسلامة مياه الشرب ليضرب آخر تقرير للتنمية المحلية بهذه التصريحات عرض الحائط حيث أكد أنّ القليوبية أكثر حالات الوفاة بها نتيجة أمراض الكبد والكلى، وهي تأتي نتيجة عدم نظافة المياه.