باريس ـ مارينا منصف
أصبحت أوروبا هي المكان الأول في العالم الذي يجبر شركات صناعة السيارات على اختبارات الانبعاثات "العالم الحقيقي"، وفتحت تلك القارة الصغيرة جبهة جديدة في الكفاح من أجل معالجة تلوث الهواء.
يعتقد أنَّ الملوثات الناتجة من محركات الديزل مثل أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والجسيمات الصغيرة تكون مسؤولة عن ربع الوفيات الناجمة عن التلوث في المملكة المتحدة، ويسفر التلوث عن وفاة نحو 29000 سنويًا في المملكة المتحدة ولكن هذا الرقم مرشح للارتفاع، عندما تنشر لجنة الآثار الطبية لملوثات الهواء ما تسميه تعزيز أدلة أضرار انبعاثات أكسيد النيتروجين على الصحة العامة، في وقت لاحق من هذا العام.
ستقدم اللوائح الجديدة اختبارات للكشف عن ماهية انبعاثات السيارات، وذلك أثناء القيادة على الطرق وفي حركة المرور المزدحمة.
إذ صرَّح نائب رئيس لجنة "Green lit" الأوروبية، فرانس تيمرمانز، بأنه تم تصميم الاختبارات لفرض حد أقصى 80 ملي غرامًا من أكسيد النيتروجين في الكيلو متر.
وتراقب دول أخرى مثل الصين وكوريا اختبارات انبعاثات "العالم الحقيقي"، ليروا ماذا سيقدم هذا الاختبار بعد ذلك.
فيما يرجع اختبار دورة القيادة الأوروبية الحالية لقياس الانبعاثات إلى ربع قرن مضى، في المقابل تطورت تكنولوجيا صناعة السيارات عنه بكثير.
كما أكد نشطاء أنَّ شركات صناعة السيارات تستخدم بعض الحيل، فتقوم ببرمجة السيارات لتنتج العجلات الأمامية انبعاثات منخفضة، أما العجلات الخلفية فتنتج نفس الانبعاثات، ويحدث ذلك في التجارب المعملية.
ثم أوضحت المتحدث باسم اللجنة، لوسيا كاديت، أنَّ اللجنة تعمل على وضع اللمسات الأخيرة لاختبار الانبعاثات الجديد الذي سيقدم تقيم سليم لأداء السيارات أثناء القيادة الحقيقية.
كما أكد مصدر في الاتحاد الأوروبي أنَّ الاختبار الجديد لا يزال يحتاج إلى موافقة من مفوضين آخرين ومن اللجنة الفنية، مضيفًا: "ونحن لا نتوقع أيّة عقبات داخلية".
وصرَّح مدير المركبات النظيفة للنقل والبيئة، غريغ آرتشر، أنَّ واحدًا من الأسباب الرئيسية في قتل 400 ألف شخصًا سنويًا من تلوث الهواء، هو أنَّ شركات صناعة السيارات تغش في الاختبارات، مما يسبب المزيد من التلوث على الطريق.
بينما يعد اختبار القيادة الجديد خطوة مهمة لمعالجة مشكلة تلوث الهواء في المناطق الحضرية، وعلى دول الاتحاد الأوروبي الآن دعم اللجنة التي تقدم هذا الاختبار الجديد.
كما أوضح بحث للمجلس الدولي للتنظيف النقل العام الماضي، أنَّ نسبة انبعاثات أكسيد النيتروجين الفعلية من السيارات أعلى 7 مرات من 80 ملي غرامًا في الكيلو متر، وهو الحدّ المسموح به.
وتشير أرقام وكالة البيئة الأوروبية إلى أنَّ نحو ثلث التلوث القادم من أكسيد النيتروجين يأتي من النقل البري، وفي المناطق الحضرية يزيد التلوث بنسبة تصل إلى 64٪.