البرلمان البريطاني

أفاد تقرير برلماني بريطاني، بأنَ قرارات الحكومة الأخيرة، باقتطاع جزء من المبالغ التي تمول حدائق النباتات الملكية "كيو" جنوب غرب لندن، أعظم المواقع الطبيعية العلمية في العالم، قد يهدده بالخطر.

وأضاف أنَ التغيرات المفاجئة في التمويل أدت الى إحداث تغيير أسرع في الكوادر العلمية ذات الأهمية القصوى،  ما تسبب في غضب شعبي عارم بسب الخطر الذي يهدد الحدائق ومكانتها العلمية على المستوى العالمي.
 
ومن جانبه، صرح رئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا في البرلمان البريطاني، أندرو ميلر، بأنَ الطريقة التي يتبعها  وزراء "المالية" في تمويل الحدائق بشكل غير كافي، هي وصفة لفشل هذه الحدائق.
 
وأضاف ميلر، أنَ تخفيض التمويل في الأعوام الأخيرة، قد يجعل هذه الحدائق قادرة بشكل ضعيف على التخطيط للمستقبل، ويقلل قدرتها على إنتاج أبحاث علمية مختلفة في علوم النبات تضيف للعالم.
 
وفي نفس السياق، أكد الكاتب البيئي البريطاني، ديفيد أتينبورو، أنَ "كيو" هي رئيسة الحدائق النباتية في العالم، لما تقوم به من دور حاسم في الحفاظ على المستقبل.

وافتتحت هذه الحدائق في عام 1759، وتحتوي على أكبر مجموعة من النباتات الحية في العالم، وعلى مجموعات تتألف من سبعة ملايين من النباتات الوعائية، وأكثر من مليون من نباتات الفطر، كما تضم بنك البذور الألفية في كيو في منطقة "ويك هارست"، في مقاطعة ساسكس، التي تقع في الجنوب الشرقي من بريطانيا، والتي تخزن أكثر من مليار بذرة من مختلف أنواع النباتات البرية باعتبارها ضمان ضد الانقراض.

وستصبح للحدائق أهمية قصوى بينما يتغير المناخ، فكما ذكرت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية، أنَ العلماء في الحدائق النباتية الملكية يعملون على وجه السرعة لإيجاد حبة بن جديدة، تحل محل السلالة العالمية من البن "كافيا ارابيكا"، وتزداد ظاهرة الاحتباس الحراري، وسلالة البن المستخدمة عالميًا لا يمكن أن تتحمل درجات الحرارة العالية.

وتعد هذه مجرد بداية لما يمكن عمله، لإطعام العالم مع استمرار زيادة عدد السكان، واختفاء الأنواع البرية، وارتفاع درجة حرارة الكوكب خلال العقود المقبلة.

وحذر تحقيق رسمي لوزراء الحكومة البريطانية، في عام 2010 ، أنَ الحدائق ستفقد أهميتها  العالمية، وستنخفض قيمة أبحاثها العلمية بشكل خطير إذا استمرت هذه الإعانات في الانكماش.
 
وتمكنت "كيو" من زيادة أرباحها الخاصة بنسبة 50 % خلال الأعوام الثلاث الماضية، ولكنها لا تزال غير قادرة على تعويض النقص، واستغنت العام الماضي عن 100 من موظفيها، يتضمنوا 50 عالمًا، والذين يقدرعددهم بـ 730 موظف.

وحذر الخبراء أنَ الحدائق تواجه أكبر أزمة في تاريخها، ما أدى إلى استجابة الحكومة البريطانية في نهاية المطاف، بإضافة 1.5 مليون جنيه استرليني إلى تمويلها، و2.3 مليون، قبل يوم واحد من استماع لجنة العلوم والتكنولوجيا إلى الأدلة.

لكن هذا القرار جاء متأخراً لتلبية الحاجة الماسة للعلماء لإنقاذ هذه الحدائق، وتخفيف الفجوة التي تسببت فيها اقتطاع الحكومة من المبالغ التي تمول الحدائق، وحذر العالم كاثي ويليس، مدير العلوم في الحدائق النباتية الملكية،النواب البريطانيين، أنه في حال استمرار التخفيضات المالية، فسيصدر "بعض القرارات الغير مقبولة"،  بما في ذلك إغلاق الحدائق في الوقت المخصص من السنة للجمهور، وإنهاء البرامج المدرسية التي تجذب 100 ألف طفل لـ "كيو" كل عام .