تغر المناخ

تحوّل تغيُّر المناخ من تهديد مُحتمل إلى عامل مباشر، في توسيع نطاق القرارات التنفيذية والميزانية، حيث عقد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل اجتماعًا رفيع المستوى للقادة العسكريين، الإثنين؛ لمناقشة التغيُّرات المناخيّة، فيما تعهد "البنتاغون" بالتغلّب على التغيُّرات في نظم العمليات والمعسكرات، بغية مواكبة خطر ارتفاع منسوب البحار والجفاف والكوارث الطبيعيّة الناتجة عن تغيّر المناخ.

وأبرز هيغل، في مقدمة تقريره إلى "البنتاغون"، أنَّ "تغيُّر المناخ سيؤثر على جيشنا وطرق تنفيذ المهام العسكرية، فلنأخذ في الاعتبار أثار تغيُّر المناخ في لعبة الحرب وسيناريوهات خطط الدفاع".

وكشف هيغل، في تقريره عن الاجتماع مع أكثر من 30 وزيرًا للدفاع من الأميركتين وأوروبا، كما عزمت الولايات المتّحدة على اتّخاذ دور القيادة في مفاوضات المناخ الدولية، في ليما، في كانون الأول/ ديسمبر المُقبل.

وأوضح التقرير أنَّ المعسكرات الأميركية والعاملين فيها تعرضوا  لتغيُّر المناخ، وغمرت المياه طرق "هبطون" في منطقة فيرجينيا، التي تشمل أكبر تجمّع للقوات الأميركية، أثناء التيارات الشديدة والعواصف، ويعتقد أنَّ مستوى البحر سيزيد بمقدار 1.5 قدم، في العشرين عامًا المُقبلة، فيما تأقلمت القواعد العسكرية في الغرب الجنوبي مع نقص الماء والكهرباء في ضوء الجفاف المتكرر، ونقلت مواقع  المعسكرات الواقعة في القطب الشمالي بسبب ذوبان الجليد، كما أنَّ هذا الذوبان قد أدى إلى تغيُّر متطلبات القوات البحرية.

وأضاف التقرير أنَّ "القوات من الممكن أنَّ تتعرض لخطر الإصابة بالأمراض المُعدية التي تنتشر بسرعة في درجات الحراراة المرتفعة".

ورأى مخططو "البنتاغون" الاستراتيجيون، منذ أعوام، أنَّ تغيُّر المناخ يمثل تهديدًا مُضاعفًا، إلى جانب تفاقم الصراعات القديمة، واندلاع اشتباكات جديدة؛ بسبب الهجرة ونقص الغذاء والموارد المائية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وتمهيد الطريق أمام التحديّات العسكرية الجديدة في القطب الشمالي.

وفي سياق متصل، أعلنت الرئيس التنفيذي للمجلس العسكري الاستشاري، الذي يضمّ مجموعة من الرؤساء السابقين وضباط رفيعي المستوى، شيري غودمان أنّه "أصبح حقيقًا أنَّ تغيُّر المناخ بات خطرًا مؤكدًا ونحتاج إلى إعداد خطط وبرامج وميزانية لذلك الخطر، المرحلة الراهنة والمستقبلية".

وأشارت إلى أنّه "تضمّ تلك القرارات ألعاب الحرب، وممارسة التمارين، وقرارات الشراء في الظروف  الطبيعية، مثل ارتفاع مستوى البحر والموجات الحرارية والجفاف".

وأضافت غودمان أنّ "القوات البحرية اختبرت جهاز السونار والنظم الأخرى وفقًا لكمياء المحيطات المتغيرة، كما يجب على قوات الجيش التكيّف مع درجات الحرارة المرتفعة".

إلى ذلك، أعلن المسؤولون أنَّ "البنتاغون لا يُخطّط لنقل القواعد العسكرية، وأنَّ الجيش بالفعل أحضر أكياس الرمل، وحرّك المولدات من المناطق المنخفضة".

وجاء في تصريحات هيغل للصحافيين، نهاية الأسبوع، أنَّ "البنتاغون توقّع زيادة البعثات الإنسانية بسبب الكوارث الطبيعية والمجاعات المتكررة".

وأضاف "شاهدنا ذوبان منطقة القطب الشمالي مما يعني ظهور مممرات مائية جديدة، نحن نعلم أنَّه يوجد هناك الكثير من المعادن والثراوت الطبيعية بخلاف البترول والغاز الطبيعي، وهذا يعني أنَّ الدول ستتنافس بغية الحصول على الموارد الطبيعية، فعلينا أن نتدبر الأمر في ضوء هذه الظروف، والواقع الجديد الذي يُنذر بتهديدات محتملة".

يذكر أنَّ الكونغرس طلب من البنتاغون، للمرة الأولى، في العام 2007، بدمج خطة تغيُّر المناخ مع خطة الأمن طويلة المدى، ولكن أعضاء الكونغرس رفضوا إعاقة الجيش  ومنعه من التحضيرات لمستقبل أفضل