القاهرة – سعيد فرماوي
حذرت كبير خبراء الاقتصاد البيئي بالبنك الدولي ماريا صراف، من تداعيات ارتفاع درجة حرارة الأرض بواقع 4 درجات مئوية خلال القرن الحالي، ما يؤثر على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بفقدان مصادر الدخل التقليدية، وارتفاع موجات الهجرة القسرية، والدخول في صراعات لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وأشارت صراف إلى أن آثار الأزمة بدأت في الظهور بشكل واضح اقتصاديًا واجتماعيًا في مصر، بموجة من هجرة المزارعين الفقراء إلى ضواحي القاهرة الكبرى بداية من 2009 هربًا من المحافظات الواقعة في دلتا النيل، وهي إحدى أكثر مناطق العالم اكتظاظًا بالسكان، وأكثرها خصوبة، ما يوفر نحو 63% من المنتجات الزراعية في مصر، نتيجة البطالة، والفقر، وقلة المياه المتاحة للنشاط الزراعي المدر للدخل.
وأوضحت صراف، في تقرير بمناسبة "يوم الأرض"، أن الزيادة السكانية السريعة بالمنطقة، وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وقلة كميات الأمطار وتراجع جريان المياه من قمم الجبال التي يغطيها الجليد، سيؤدي إلى اضطرابات شديدة في النشاط الزراعي ما يعمل به أكثر من 35% من الأيدي العاملة في المنطقة العربية.
وطالبت كبير خبراء الاقتصاد البيئي بالبنك الدولي، حكومات المنطقة بسرعة التحرك، بتقليل انبعاثات الكربون، وتطوير ممارسات زراعية مراعية للتغيرات المناخية، وتنويع أنشطتها الاقتصادية التي تعد عنصرًا حيويًا لمساعدة السكان المتضررين على إيجاد مصادر جديدة للدخل، والاستفادة من أشعة الشمس الوفيرة، والمساحات الواسعة في تطبيق تكنولوجيات الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح لتقليل الانبعاثات الغازية، وخلق مشاريع أعمال جديدة يمكن أن تكون مصدرا للنمو والوظائف.