القرود

يستغل القائمون على استخراج وصناعة ماء جوز الهند، القرود بطريقة بشعة في جنوب شرق أسيا لالتقاط جوز الهند الذي يستخدم زيته في العديد من العلامات التجارية ليباع في جميع أنحاء العالم.

ويختطف صغار القرود من أمهاتهم التي غالبا ما يقتلها الصيادون، ويرسلون إلى مدرسة خاصة لتعلمهم كيفية التقاط ما يقارب 1000 حبة من جوز الهند يوميا.

وتفيد تقارير بأن الماركات العالمية لصناعة زيوت جوز الهند التي تقدر بالمليارات، تستورد ثماره من تايلاند واندونيسيا والفلبين، حيث تستغل فيها الحيوانات وتعامل بقسوة، ومع نمو الطلب على هذه الثمار بسبب استخدامها الواسع في الأكل والمستحضرات الطبية والتجميلية، لجأ القائمون على قطف الثمار في دول جنوب شرق أسيا لتقييد القردة على مدار الـ24 ساعة لاستخدامها في عملية جني الثمار، ما أنتج تأثيرات نفسية خطيرة على هذه الحيوانات.

وتستورد الشركات العالمية ماء وزيت جوز الهند من دول جنوب شرق أسيا مثل اندونيسيا، حيث يتم حصاد 18 مليون طن من جوز الهند كل عام، بينما تصدر تايلاند حوالي مليون طن سنويا.

وتعمل بعض القردة في قطف جوز الهند من الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساء مع استراحة قصيرة في الأيام الماطرة فقط وأيام الآحاد، وفي أوقات راحتها تكبل القردة بالسلاسل إلى جذوع الأشجار وتغطى وجوهها بالكمامات لمنع تفاعلها مع القرود الأخرى.

ويستطيع القرد المُدرب التقاط المئات من ثمار جوز الهند وهذا ما يفوق قدرة الإنسان الذي تقتصر قدرته على التقاط بضع مئات منها، و أظهرت صور من مدرسة لتدريب القرود في تايلاند، أحد القرود وهو يتسلق الشجرة ويلتقط حبات جوز الهند ويلقي بها إلى أسفل في 30 ثانية، وعندما ينتهي من الشجرة يلكزه مدربه بواسطة السلسلة المعلقة في رقبته لينتقل إلى شجرة أخرى.

ويعرض مدربو القردة هذه المشاهد للسياح كعروض للتسلية، فيما يدعون أن هذه الحيوانات تستمتع بتسلق الأشجار والتقاط الثمار، وذكرت كلير تيرنبول من "فيوتشر وايلد" أن تقييد هذه المخلوقات ذات الذكاء الاجتماعي العالي وإجبارها على القيام بمهمات وضيعة يسبب لها أضرارا نفسية دائمة.

وأضافت تيرنبول "يؤثر إبقاء القردة في عزلة اجتماعية ومقيدة بالسلاسل وموضوعة في أقفاص صغيرة على استحداث سلوكيات شاذة عن طبيعتها كأن تميل إلى إيذاء ذاتها أو تصبح عدوانية بسبب أساليب التدريب التي تسيء لها وتعزز لديها الشعور بالقلق والخوف."

ويبرر القائمون على أحد مراكز تدريب القردة استخدام القرود في عملية جني الثمار أنها أقوى من الإنسان وتستمتع بالتسلق ولا تشكو ولا تطلب أجورا أعلى ولا تسرق ولا تحتاج إلى ضمان اجتماعي أو تأمين ضد الحوادث.