المحيط الجديد لنيوزيلندا

تستعد نيوزلندا لإنشاء واحدة من أكبر المناطق البحرية المحمية في العالم التي تمتد على مساحة 620 ألف كيلو متر مربع، وأوضح رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي، في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أنّ المنطقة المحيطة بمحيط "كيرماديك" ستكون واحدة من أهم النظم الإيكولوجية المحمية في العالم، وتشمل المنطقة جنوب المحيط الهادئ على بعد 100 كيلو متر نحو الشمال الشرقي لنيوزيلندا، وتمتد أيضًا إلى الجزر الصغيرة المحيطة.

وأضاف كي أنّ "المحمية تعتبر من الطراز العالمي، وتفتخر نيوزلندا لحمايتها للأجيال المقبلة، ويقدر شعب نيوزلندا السواحل والمحيطات التي تشكل جزءًا مهمًا من ثقافتنا والاقتصاد والبيئ،ة ونحن ملتزمون بإدارتها على نحو مستدام، ويساعد إنشاء المناطق المحمية في دعم مصائد الأسماك الخاصة، وأيضًا دعم الجيران في المحيط الهادئ، فضلًا عن جهود نيوزلندا للمساعدة على نمو المحيط الهادئ اقتصاديًا، من خلال الإدارة المسؤولة لموارد المحيط".

وأبرز وزير البيئة النيوزيلندي نيك سميث، أنّ المنطقة المحمية ربما تفرض تكلفة على صناعة التعدين؛ ولكن من المهم حماية المحيط قبل التنقيب في المكان، مبيّنًا: "تحتاج نيوزلندا إلى استخدام موارد المحيط الواسعة؛ لتوفير فرص العمل وزيادة الصادرات والصناعات، مثل صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية والمعادن والطاقة؛ ولكننا نحتاج أيضًا إلى تخصيص منطقة محمية نهتم فيها بالطبيعة والحياة البحرية أولًا".
وتتميز هذه المنطقة، بالتنوع البيولوجي، وتضم ما يقرب من 35 نوعًا من الحيتان والدلافين، وحوالي 150 نوعًا من الأسماك، وثلاثة إلى سبعة أنواع من السلاحف البحرية، وتتميز بأهمية جيولوجية أيضًا، حيث تضم أطول سلسلة في العالم من البراكين المغمورة، وثاني أعمق خندق في المحيط ارتفاعه 10 كيلو مترات تحت الما، مساحة أطول من قمة "افريست".

ورحب مدير حملة "إرث المحيطات العالمية" مات راند، بتصريحات كي، مشيرًا إلى أنّ  نيوزلندا ستوجد معايير ذهبية في المناطق المحمية، من خلال حماية واحدة من المناطق الأكبر نسبيًا في المحيطات على وجه الأرض، ويعتبر هذا الالتزام خطوة مثيرة نحو تحقيق الأهداف العالمية لحماية 30% على الأقل من المحيط من خلال المحميات البحرية.

وتتحدى أي منطقة محمية سابقة في نيوزلندا، حيث تمتد مساحتها إلى ضعف مساحة اليابسة في البلاد، وتغطي 15% من المنطقة الاقتصادية الخاصة لنيوزلندا، ومن المقرر حظر الصيد التجاري والترفيهي تمامًا، فيها، مع حظر التنقيب عن المعادن والنفط والغاز أيضًا، وتهدف الحكومة إلى تمرير التشريع اللازم لتأسيس المحمية العام المقبل.

وتتولى نيوزلندا مراقبة المنطقة عن طريق قواتها البحرية وتكنولوجيا الأقمار الصناعية، ومن المقرر أن تضم ثلاث مناطق رئيسة في المحيط الهادئ، محمية من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأستراليا، بينما تغطى المنطقة الرابعة مساحة 3.5 كيلو متر مربع من المحيط.