أفاعي الرمال

أعاد علماء إيطاليون اكتشاف استخدام الإغريق لنوع من الثعابين تعرف بـ "أفاعي الرمال" أو "بوا الرمال الغربية"، حيث كانوا يلقونهم بدلًا من الرماح على أعدائهم؛ لخلق حالة من الذعر والارتباك خلال المعارك البحرية. ولم تسجل وجود حالة لأفاعي "بوا الرمال الغربية" رسميًا في إيطاليا على مدار 80 عامًا، ولكن هناك شهادات من السكان المحليين أنه ربما لا يزال بعض هذه الأنواع على قيد الحياة في مدينة صقلية الإيطالية.
 
وتم الإعلان عن إعادة اكتشاف هذه الفصائل في إيطاليا، الخميس، في مجلة "اكتا هيربوتولوجي" العلمية. وذكر أحد الباحثين، جياني انساككو، لوكالة أنباء (انسا). أن "اليونانيين استخدموا الثعابين كأنها قذائف وألقوا بها على سفن العدو قبل الهجوم لبث البلبلة والخوف". مضيفًا "بصفة عامة استخدموا أفاعي، أزيلت منها سمومها، لكنهم استبدلوها بأنواع أخرى شبيهة، غير سامة، مثل أفاعي الرمال".
 
ووجد العلماء ستة أشخاص، خلال دراستهم في هذا المنطقة، ثلاثة منهم على قيد الحياة وثلاثة قتلى نتيجة الحوادث المرورية. واعتقد الباحثون أن ثعبانا عاش في صقلية لعدة قرون، ولكن ببساطة رحل دون أن يلاحظه أحد بسبب عاداته الليلية، ووجوده تحت الأرض و"طبيعته المراوغة جدا". وحسب الدراسة، فإنه تم العثور على فصائل ثعابين أخرى أيضا في اليونان، وجنوب البلقان وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وهي صغيرة الحجم، لا يزيد طولها عن 20 بوصة، وتتغذى على السحالي والفئران والقواقع.
 
وقرَر خبراء في دراسة الثعابين، البحث في الأمر ووجدوا أن هذه الأنواع، التي تعرف علميًا باسم "اريكس جاكولوس"، تعيش في منطقة الكثبان الرملية والغابات حول منتجع "يكاتا" على الساحل الجنوبي لجزيرة صقلية.
 
ويعتقد الخبراء إن الثعابين وصلت إلى صقلية في العصور القديمة، عندما كانت محتلة من اليونانيين، وتقع هذه المنطقة التي عثر فيها على الثعابين، على مقربة من موقعين لمعركتين قديمتين، وقعت أحداهما في القرن الخامس قبل الميلاد، والثانية في القرن الرابع الميلادي.  وقال العلماء، إن الإغريق نقلوا هذه الثعابين إلى الأماكن التي غزوها من أجل "الطوائف الدينية أو طقوس الحرب".