نيويورك - جورج الشامي
أعد فريق من جامعة "ستوني بارك" الأميركية بحثًا جديدًا من شأنه تعزيز النظريات العلمية التي تؤكد وجود تقنيات تكاثر من دون جنس، وبلا حاجة إلى وجود أب في بعض الحيوانات، فيما يُطلق عليه بـ"التوالد العذري".
وأوضح البحث الجديد، أنّ سمكة المُنشار، المُهددة بالانقراض، تتوالد في البرية من دون ممارسة الجنس، في مفاجأة الأولى من نوعها، إذ يقول الباحثون إن تلك المرة الأولى التي يتم فيها العثور على كائنات فقارية تتوالد عُذريا في البرية، وأشارت أدلة سابقة إلى احتمالية تكاثر بعض الكائنات، مثل الطيور والزواحف وأسماك القرش، عن طريق تلك العملية داخل الأسر، فكشف بحث نُشر قبل أعوام، أنّ نوع من الثعابين يُدعى "أفعى الحفر" وضعت بيضًا من دون أب، على الرغم من وجود ذكور مؤهلين لتلقيحها داخل الأسر؛ إلا أنّ تلك الظاهرة لم يتم إثباتها في الطبيعة البرية سوى الان
وأبرز الباحث الرئيس في الدراسة دميان تشابمان، أنّ نحو 3 % من عينات سمكة المُنشار التي شملتها الدراسة تُنجب على نحو "غير عادي"، إذ يعمل الجسم القطبي، وهو جزء من أجزاء البويضة، على حل محل الحيوانات المنوية، وإنتاج مادة وراثية لها صفة ذكورية تُلقح البويضة، أو عن طريق امتصاص البويضة للمادة الوراثية المُخصبة من شقيقتها التي تقع إلى جانبها داخل أرحام الحيوانات.
ويعرف أنّ سمكة المُنشار، من نوع صغيرة الأسنان وتستخدم تلك الوسيلة للتكاثر مُعرضة للانقراض بسبب الصيد الجائر وافتقاد الموائل الساحلية، وبإجراء مجموعة من الأبحاث عليها، تتمثل في عزل الحمض النووي من بضع سمكات، تمكن الفريق الذي يرأسه دميان من التأكد من صلة القرابة الشديدة بين المجموعات المستهدفة في الدراسة، ولم يعثروا على جينات أبوية في صغار السمك، ما يعني أن التوالد كان عُذريًا.
يذكر أنّ دميان تشامبان؛ أول من اكتشف، قبل أعوام، التكاثر العذري لدي بعض أنواع القروش في الأسر، ويعتبر التوالد من دون أب أمرًا شائعًا في اللافقاريات؛ ولكنه نادر الحدوث في الحيوانات الفقارية، ويشدد دميان على أنّ تلك العملية لا تصلح للثدييات بسبب آلية تكوين الأجنة التي تحتاج إلى مادة جينية من كلا الوالدين، مشيرًا إلى أنّ تلك العملية مستحيلة التحقق عند البشر وأنها فقط لدى الزواحف والطيور والأسماك.