طائر الزرزور

كشفت الكاتبة البريطانية بيكي بارنيكوت، أنَها تشارك في دورة مكثفة لتصوير الحياة البرية في برايتون مع أندرو فرويث الذي وصل إلى التصفيات النهائية عام 2014 كمصور للحياة البرية قادر على المنافسة للعام الثاني من خلال صورة مجموعة من طائر الزرزور تحتشد فوق سطح البحر.

وأضافت بارنيكوت: "أنا أيضا مصورة فوتوغرافية مبتدئة ولكنني أستخدم التصوير من خلال كاميرا الهاتف، ورغم  ذلك لدي ثقة بأنني أستطيع إنجاز الأمر، وكان الدرس الأول الذي تعلمته عندما وضع أندرو عدسة الكاميرا الثقيلة في يدي أن تصوير الحياة البرية أمر صعب، وعندما طلب مني أن ألتقط صورة نظيفة لطيور النورس كنت أعتقد أن الأمر سهل لكنى اكتشفت أنه يتطلب جهدا وكأنك تصور أسدا في الصحراء، وعند الوصول إلى العنصر المطلوب تصويره هناك صراع ثلاثي على التركيز والتقاط الصورة قبل التحرك".

وتابعت: "اكتشفت أن لدي مشكلتين الأولى تتعلق بقطع رجل النورس والثانية تتعلق بعدم التركيز على منقاره الحاد في وجهه، وأخبرني أندرو أنَه يعتمد تصوير الحياة البرية على الاتصال مع الحيوان، عليك أن ترى تعبيراته، وأوضح لي أنه يجب علي أن أتعرف على العنصر الذي أقوم بتصويره، واستغرق الأمر منه 4 أشهر لتصوير صورة طائر الزرزور التي فازت كأفضل صورة والتي كانت من بين 25 ألف لقطة، وقضى أندرو الأسابيع الأولى في مشاهدة أغصان الطيور ومعرفة كيف تطير وما الوقت الذي تستيقظ وتنام فيه".

واسترسلت: "في البداية كنت أصور صورا تقليدية للغاية وبعد أيام تعبت لكني استكملت الطريق، وأصبحت أقوم بمحاولات عشوائية من خلال فتحة العدسة وسرعة الغالق ولكنني اكتشفت أن صوري أصبحت مثيرة للاهتمام بشكل أكبر من ذي قبل، وأوضح لي "أندرو" أنه من المستحيل أن أقفز مباشرة إلى الحياة البرية، ويجب أن أتعلم الأساسيات المنهجية أولا ببطء حتى تأتي مرحلة الإبداع، ولذلك سرت على طول الشاطئ ألاحظ حركة طيور النورس وكيف تبحث عن غذائها، ووجدنا أسرة تقدم رقائق البطاطس للطيور في الهواء، وظللت أراقب حركتهم حتى أستطيع التقاط صورة للنورس وهو يطير، ومن خلال 100 صورة التقطت بعض الصور المثيرة فعلا، وبرغم ألم ذراعي لكني أعتقد أنه يمكنني قضاء اليوم في محاولة التقاط صورة قوية".

وزادت: "كان على التوجه إلى South Downs لتلقى درسا آخر مهما وهو الصبر، فهناك مئات الساعات من الجلوس وراء الحامل الثلاثي في جميع الظروف الجوية والانتظار حتى وصول العنصر الذي ترغب في تصويره، فضلا عن احتمالية طيران الطائر للشرب في يوم حار، ثبّت "أندرو" الزوم إلى الكاميرا كانون 7D وسرنا ببطء وهدوء محاولين الاختباء حتى لا نخيف الطيور، وبالتدريج بدأنا نشعر بحركة الطيور حولنا، وبدأت الطيور تهبط على الشجر وتصيح بنداءات إلى بعضها البعض، ووجهت عيني ببطء إلى عدسة الكاميرا ووضعت أصبعي على زر الالتقاط لكن أحد الطيور قفز سريعا وغمس منقاره في الماء للشرب".

واختتمت بارنيكوت: "مكثنا هناك حوالي 3 ساعات والتقطنا فقط 4 صور بما فيهم صورة واحدة مناسبة تجسد ثلاثة طيور تقف في صف للشرب معا، والحقيقة أن الأمر كان مثيرا للغاية بالنسبة لي ولم يصيبني الملل، وأخبرني "أندرو" أنه ذات مرة كان يحلم بالحيوان الذي ينوي تصويره، حينها شعرت بالفعل كيف يمكن أن يصيبني تصوير الحياة البرية بالهوس، لكني سأعيد المحاولة مرات عديدة وأعود إليكم بالصور".