العصافير

تمتلك الحيوانات كبيرة الحجم مميزات كثيرة تساعدها على حماية نفسها والقتال مع منافسيها في البيئة المحيطة، ورغم ذلك كشفت دراسات حديثة أنها أقل عمرًا من الحيوانات صغيرة الحجم.

واكتشف الباحثون في دراسة للحمض النووي للعصافير المنزلية أنه كلما زاد حجم الطيور، كلما قصرت قبعات الحماية في نهاية جيناتهم، مؤكدين أن الحيوانات ذات القبعات الأقصر، تسمى التيلوميرات، وعادة تشيخ أسرع، وتموت عاجلا، كما أنها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

ويستفيد العلماء من دراسة كيفية استخدام التيلوميرات في التنبؤ بصحة الشخص، والإجابة عن تساؤلات عدة أبرزها "لماذا الأفراد الأعلى طولا غالبا ما يكونون الأقصر عمرا".

وأشار الباحثون إلى أن هناك أنواعا أكبر من الحيوانات تعيش عادة أطول من الصغرى، على سبيل المثال الفيلة تعيش أطول من الفئران، ولكن في عدد من الأنواع، الأفراد الأكبر حجما هم الأقصر عمرا من تلك التي هي أصغر، وفي الكلاب، على سبيل المثال "راسلز جاك" تميل إلى العيش لفترة أطول بكثير من "سانت برنارد".

وأظهرت دراسة حديثة أنه حتى الناس الأكثر طولا هم الأكثر عرضة لأمراض مثل السرطان، ولكن لم يتمكنوا من شرح الأسباب من الناحية البيولوجية.

ودرس الباحثون، العصافير المنزلية البرية على جزيرة نائية في النرويج ووجد أن العصافير ذات الهياكل العظمية الأكبر كانت التيلوميرات الأقصر، وتم العثور على هذه الهياكل في الحمض النووي في نهاية الكروموسومات في كل حيوان وتعمل مثل القبعات البلاستيكية الواقية في نهاية الحذاء.

وخلال برنامج تربية انتقائي وجدوا أنه كلما صارت العصافير أكبر، تصبح التيلوميرات الخاصة بهم أقصر، وقد تم بالفعل ربط نقص التيلومير بالشيخوخة وخطر الإصابة بأمراض من بينها السرطان، وتآكل الهياكل مع مرور الوقت.