الفئران

أجرى فريق من الباحثين في اليابان سلسلة من التجارب على أحد بيوت الفئران وقاموا بتحليل استجابتهم عند مشاهدة أشرطة فيديو لفئران تتقاتل وأخرى تمارس الجنس، وهدفت الاختبارات إلى الكشف عن العوامل الدافعة لبعض القرارات السلوكية، ووجد الباحثون أن المخدرات مؤثر رئيسي في استجابات الفئران.
 
وقسم الباحثون من جامعة كيو ومعهد علوم الدماغ وجامعة أزابوا في اليابان التجارب إلى نوعين مميزين، وتمثلت المجموعة الأولى من الاختبارات في تعريض الفئران لأشرطة فيديو لفئران تستنشق مخدر وأخرى تتقاتل وأخرى تقوم بالجماع الجنسي، ثم تم نقل الفئران إلى قفص به غرفتين حيث يمكن للفئران البقاء طالما أرادوا، وفى كل غرفة من الاثنين تم تشغيل فيديو على جهاز أي باد، وفى إحدى الغرف أتيح للفئران الاختيار بين فيديو الاستنشاق والجنس وفى الغرفة الثانية يمكنهم الاختيار بين فيديو القتال والجنس.
 
وكشفت التجارب أن الفئران كانت أكثر اهتماما بفيديو الجنس أكثر من فيديو الاشم حيث قضت الفئران 41% من وقتهم في مشاهدة فيديو الجنس فيما قضوا 34% في مشاهدة أشرطة الفيديو الأخر، وبالنسبة للفئران الذكور، كانت مشاهدة فيديو القتال أكثر تفضيلا عن فيديو الجنس، حيث قضت الفئران الذكور 40% من وقتهم في مشاهدة فيديو القتال مقارنة بقضاء 35% من الوقت في مشاهدة فيديو الجنس، ودرَب الباحثون الفئران للتمييز بين السلوكيات المختلفة باستخدام المكافآت عندما يستطيعون تحديد الأنشطة في المقاطع المختلفة.
 
وكتب المؤلف في ملخص للبحث، "تظهر هذه النتائج أن الفئران كان لديها تفضيلات بين أشرطة الفيديو لأنماط معينة من السلوك، واستطاعت الفئران تمييز مقاطع الفيديو كفئة بصرية، وأوضحت اختبارات تفضيلات الفئران إلى تفضيلهم لمقاطع الفيديو باعتبارها ذات مغزى". وانتقل الباحثون إلى خطوة أخرى في التجارب من خلال إضافة المخدرات، حيث أتيح الاختيار للفئران بين مقاطع الفيديو المختلفة بعد حقنهم بمخدر المورفين، ووجد الباحثون أن الفئران فضلت مشاهدة فيديو القتال بعد تخديرهم ولكنهم لم يتوصلوا إلى السبب، واقترح البعض أن السبب ربما يعود إلى رغبة الفئران في تقليد المقاتلين أو أنهم يدرسون سلوكهم لأنهم يحسون بالخطر.