الثروة الحيوانية

تشهد أسواق غزة مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك ركوداً ملحوظًا جراء الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة حيث لم تسلم الثروة الحيوانية في غزة من الحرب الأخيرة والتي استمرت 51 يوما، ودمرت قوات الاحتلال المزارع التي تتم فيها تربية العجول والأبقار والمواشي وغيرها من الحيوانات.

وتعد الثروة الحيوانية في غزة من الموارد الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون كمصدر رزق عن طريق بيع الحليب والعجول والأغنام، ويزيد الإقبال على المواشي في عيد الأضحى ، ونتيجة العدوان الاسرائيلي تأثرت الكميات الموجودة من المواشي في السوق ولكن يعمل التجار على توفيرها من خلال الاستيراد قبل حلول العيد.وبعد تدمير اقتصاد الثروة الحيوانية من قبل الاحتلال، توقفت المزارع عن العمل وفقدت مئات الأسر مصدر دخلها.

ويؤكد الحاج فارس أبو عجوة صاحب مزرعة أبقار حليب وعجول تتكون من أربعة دونمات "لم يتبق من مزرعتي سوى الركام والأبقار التي أبادها الاحتلال بشكل كامل، فكل شيء أصبح ركاما بعد أن كانت المزرعة مصدر رزق لأسرتي التي تتكون من 52 فردا، واليوم نعيش على المساعدات.. هذا شيء لا يعقل".موضحًا أنه كان بالمزرعة 220 رأس بقر جميعها قتلتها آلة الحرب الإسرائيلية، مقدرا الخسائر التي لحقت بمزرعته بـ 900 ألف شيكل.

ويوضح أبو عجوة ان ناتج حليب البقر اليومي لمزرعته قبل الحرب كان 1.5 طن حيث يتم توريده لمصانع الأجبان والألبان في غزة. ويقول: الآن توقف الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق بالمزرعة بعد أن كانت تعمل على مدار الساعة. ويضيف: اصبحنا عاطلين عن العمل، ويوما بعد يوم يزيد وضعنا سوءا.

ونوه الى اقتراب عيد الأضحى والذي تزداد كمية شراء العجول والأغنام فيه من قبل المواطنين، لكن في ظل هذا الوضع وبعد الدمار الذي لحق بمزارع الثروة الحيوانية في قطاع غزة أصبح الوضع صعبا، فبالنسبة لي لم يتبق في مزرعتي سوى الركام، ولا يوجد لدي الإمكانية لشراء العجول من التجار لان ذلك يحتاج إلى المال.

ويناشد أبو عجوة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله بتعويض أصحاب المزارع التي دمرت من أجل إعادة وترميم ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة.

وحسب الاحصائيات الأولية لوزارة الزراعة في غزة حول الخسائر التي لحقت بمزارع العجول والأبقار والماعز يشير مدير دائرة التخطيط والسياسات في الوزارة نبيل أبو شمالة إلى أن عدد العجول اللاحم النافقة في الحرب بلغ 4000 عجل، و1950 بقرة حلوب، و16900 من الماعز والأغنام. ويضيف: بالنسبة لحجم خسائر مزارع العجول والأبقار والأغنام التي دمرت في الحرب تقدر بـ 350 مليون دولار، منها 200 مليون بشكل غير مباشر و70 مليون لمزارع العجول والأبقار والأغنام.ويحتاج قطاع غزة سنويا الى 35 ألف عجل يتم استيرادها عبر التجار و3000 عجل من الناتج المحلي.

ودمر الاحتلال الإسرائيلي الألاف من المزارع الحيوانية سواء دواجن أو عجول أو مزارع زراعية ولا سيما تدمير نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

ووفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني، ارتفع معدل البطالة في القطاع إلى 40% في الربع الأول من عام 2014.

من جهته توقع مدير عام التسويق في وزارة الزراعة تحسين السقا أن يشهد موسم الأضاحي هذا العام "إقبال ضعيف" بسبب ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين في قطاع غزة بسبب الحالة الاقتصادية المتردية التي خلفها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوقف رواتب الموظفين في حكومة غزة السابقة.

وأوضح السقا في تصريح صحافي أن قطاع غزة يمتلك 6 آلاف راس من العجول والبقر، متوقعاً استيراد 4 آلاف عبر المعابر الإسرائيلية، مشيراً أن الأعداد مقارنة بالقوة الشرائية لدى المواطن في غزة "تكفي" .

واشار الى وجود نقص في اعداد الخراف بسبب استهداف قوات الاحتلال لمزارع الأغنام وإغلاق الجانب المصري للأنفاق الإنسانية التي ساهمت بإدخال عدد كبير من الاغنام العام الماضي، لافتاً ان نسبة العجز في قطاع الاغنام تصل في غزة الى 20 %..

وأضاف أن وزارة الزراعة وبالاتفاق مع وزارة الاقتصاد حددت سعر كيلو لحم العجل الشراري القائم بـ18 شيكل، والهولندي 16 شيكل، وهي أسعار أقل مما كانت عليه في العام السابق.

كما وحددت الوزارتين سعر كيلو لحم اللحم من الأغنام بالنسبة للبلدي منها 5 دنانير، وغير ذلك من لحوم الخراف سيكون من 6 دنانير الى 6.5 تقريباً، وهي تسعيرة مرتفعة عما كانت عليه الأسعار في الأعوام السابقة.