عناكب البحر العملاقة

كشفت مجلة "هاكاي" عن تواجد عناكب بحرية بحجم كبير جدًا في المحيطات القطبية، وتتميز العناكب البحرية في القطب الشمالي والمحيطات الجنوبية بثمانية أرجل طويلة مع خرطوم طويل للمبارزة، حيث تنمو العناكب في هذه المنطقة بحجم أكبر عن أي منطقة أخرى في العالم.
 
وأفادت مجلة "هاكاي" بأن محتوى الأكسجين في مياه البحر مرتفع جدا قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية، ويمكن أن يؤدى ارتفاع الأكسجين بجانب بطء عملية الأيض مع درجات الحرارة الباردة إلى تطور العناكب البحرية إلى حجم هائل، موضحة أن كمية الأكسجين المستهلكة تقل عند بطء عملية الأيض.
 
وأوضح الباحث في المشروع لمجلة "هاكاوي" آرت وودز، أن العناكب كبيرة الحجم تحتاج وفرة من الأكسجين من أجل العمل، وحفر العلماء الجليد متجهين إلى أعماق كبيرة في القطب الجنوبي الجليدي لاستكشاف هذه القضية، حيث غاص الغواصون في قاع البحر خلال درجة حرارة تتراوح بين -1.5 إلى -1.8 ºC، وتم اختبار العناكب البحرية التي جمعها الغواصون في ظروف درجات الحرارة المختلفة ومحتوى الأكسجين المذاب.
 
ووجد الباحثون أن العناكب البحرية كبيرة الحجم تتأثر سلبا من انخفاض الأكسجين، وأشارت النتائج إلى أن ظاهرة العملقة القطبية لا تؤثر فقط على العناكب البحرية لكنها آثرت أيضا على غيرها من المخلوقات البحرية الكبيرة في ظل استمرار درجات حرارة المحيطات في الارتفاع ومستويات الأكسجين في الانخفاض.
 
وافترض فريق من الباحثين من مؤسسة العلوم الوطنية وبرنامج القطب الجنوبي الأميركي وجامعة "هاواى" وجامعة "ولاية مونتانا" أن الحجم ربما يرتبط بزيادة تركيز الأكسجين الذائب في الماء البارد.
 
وتعد العناكب من أنواع المفصليات البحرية البدائية وتنمو في أحجام هائلة فيما يعرف بظاهرة "العملقة القطبية" ولا يعرف العلماء سبب تلك الظاهرة، وعلى الرغم من صغر حجم العناكب البحرية عادة إلا أن العناكب البحرية في القطب الجنوبي يمكن أن تنمو ساقها لتصل إلى 25 سنتيمترًا.
 
ولا تؤثر ظاهرة العملقة القطبية على العناكب البحرية فقط لكنها تؤثر أيضا على المجدافيات والشوكيات وبعض أنواع الرخويات التي تنمو بأحجام كبيرة في القطبين، وطرح الباحثون العديد من الفرضيات مع القليل من الحظ لتفسير هذ الظاهرة.