بحر غزّة

حذّرت سلطة جودة البيئة في غزة المواطنين من الاستجمام في المناطق الغير صالحة للسباحة على شاطئ البحر، والتي تزداد نسبة التلوث البحري فيها، وذلك حفاظًا على صحتهم وعدم تعرضهم إلى خطر التلوث البيئي الذي قد يحدث لهم نتيجة الاستحمام فيها، ولعل السبب في ذلك هو العراقيل التي يضعها الكيان الاسرائيلي أمام معالجة تلك المياه العادمة.
وأكّدت "جودة البيئة" في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة عنه: "إنه تم مسح ميداني لشاطئ البحر محافظات غزة، وتبين بأن لون مياه البحر ينقسم إلي لونين واضحين بالعين المجردة ووجود لون رمادي مخضر يتدرج إلى الأسود في بعض المناطق، حسب درجة التلوث، وبعمق 50 مترًا من الشاطئ"، لافتةً إلى وجود طحالب خضراء على امتداد الشاطئ تركزت في المناطق التي فيها مصبات المجاري، وهذه الطحالب مؤشر تلوث وتوثر على صحة الإنسان، ومنذ ستة أشهر يضخ ما بين 50 الى 60 مليون لتر يوميًا من مياه الصرف الصحي الى هذا البحر، وسبب في ذلك هو العراقيل التي يضعها الكيان الاسرائيلي أمام معالجة تلك المياه العادمة.
وفي تصريح لمسؤول في سلطة حماية البيئة: "إن ضخ المياه العادمة إلى بحر غزة يؤدي الى خطورة بيئية كبيرة تنعكس أولاً على المواطن الفلسطيني، الذي بدلاً من أن يشعر بالارتياح وهو يسبح في البحر يشعر بأن الخطر يحيط به من كل جانب".
وأوضح: "ثبت بأن هناك تلوثًا يصل الى 400 متر في عمق البحر، إضافة الى تلوث الشاطئ ذاته، والرمال الموجودة على الشاطئ".
وأشار البيان إلى أنه تم عمل التحاليل الميدانية لقياس (درجة حرارة الماء- درجة حرارة الهواء- درجة الحموضة- الأكسجين الذائب – سرعة الرياح- اتجاه التيار) لـ 30 موقع علي طول الشاطئ، إلي جانب عمل تحاليل مخبريه لأنواع من لبكتيريا (F. Coliform, F. strepto. Ps. Aeruginosa)، لهذه المواقع في مختبر الصحة العامة في وزارة الصحة.
وأوضح أنه ومن خلال ربط النتائج الميدانية مع النتائج المخبرية والاستعانة بالتحاليل السابقة تم تحديد 11 موقعًا غير صالحة بالمطلق للسباحة، من أصل 30، وتم الاستفادة من الملاحظات الميدانية في تحديد المسافات غير الآمنة للسباحة حول مواقع التلوث، وتوقيعها علي خارطة القطاع.
وأوصى البيان بناءً على تقرير اللجنة الفنية لمراقبة مياه الشواطئ، تزويد محطات المعالجة بالوقود وقطع الغيار اللازمة للتشغيل، وتجنب صرف مياه المجاري مباشرة للبحر قبل معالجتها، وعمل بنية تحتية للمناطق السكنية المحاذية للشاطئ من أجل تجنب صرف مياه المجاري إلى البحر، وإلزام البلديات بوضع يافطات وشارات توضيحية تبين المناطق الآمنة للسباحة والمناطق الملوثة تبعا للشارات المرفقة بالتقرير، وعمل برامج توعية جماهيرية حول مخاطر السباحة في المياه الملوثة.
وفي السياق ذاته، حذّرت منظمات دولية من خطورة السباحة في سواحل البحر الأبيض المتوسط المطلة على قطاع غزة.
وجاء التحذير على خلفية تلوث مياه الصرف الصحي من دون معالجة، وذلك بسبب الحصار الاسرائيلي، الذي يمنع إمداد محطة الصرف الصحي الوحيدة في القطاع بالطاقة الكهربائية اللازمة وقطع الغيار.
وأعلنت سلطة جودة البيئة بالتعاون مع وزارة الصحة في غزة عن البدء في مراقبة مياه شواطئ الاستحمام على طول ساحل بحر قطاع غزة، وذلك وفقًا لأحكام وقرار بشأن المواصفة الفلسطينية لمياه شواطئ الاستحمام.
وأشارت السلطة الى هذه المواصفة القياسية الفلسطينية تختص بالاشتراطات والخصائص البيولوجية والفيزيائية والكيميائية الواجب توافرها في مياه شواطئ الاستحمام والرقابة النوعية عليها، وذلك لدخول فصل الصيف واستعداد المواطنين للاستجمام على شاطئ البحر ومن المسؤولية الملقاة على عاتقنا والحفاظ على سلامة المواطنين والمصطافين.
ونوه مسؤول المختبر البيئي في سلطة جودة البيئة أ. عطية البرش بأن إدارته بدأت بأخذ عينات من مياه الشاطئ على طول ساحل غزة، وتقوم بفحص جودتها في مختبر وزارة الصحة والمختبر البيئي التابع لسلطة جودة البيئة، وأنة سيتم استكمال الفحوصات الدورية لهذا العام نهاية الشهر الجاري للتأكد من خلوها من الملوثات، وبالتالي الاطمئنان على سلامة وصحة المصطافين.
ونوه البرش إلى ضرورة التزام المصطافين بالتعليمات الإرشادية التي سيتم وضعها كلوحات إرشادية على شواطئ البحر.
وبين مدير عام الحماية والمصادر البيئية م. بهاء الأغا أن تطبيق مثل هذه المواصفات ستُمكن سلطة جودة البيئة من ممارسة دورها الريادي والوطني في حماية البيئة الفلسطينية من مخاطر التلوث، ورفع مستواها من عمليات المراقبة والرصد بهدف حماية جميع عناصر البيئة من مخاطر التلوث وخصوصًا التلوث البحري.