ضحايا زلزال نيبال

كشف تسجيل مصور عن لحظات مرعبة ملأت خلالها مئات من الطيور فجأة سماء العاصمة النيبالية بالتزامن مع وقوع الزلزال المدمر، السبت الماضي، الذي اهتزت على إثره جبال الهملايا، وأدى إلى دمار شامل دفن الناس تحت أكوام من الأنقاض.

وتظهر اللقطات التي تم التقاطها اللحظات الأولى من حدوث الزلزال الذي بلغت قوته 7,8  درجة على مقياس ريختر وخلف وراءه أربعة آلاف قتيل.

ويبدأ التسجيل بمشاهد حالمة تعرض مناظر طبيعية حيث السماء التي تغطي المدينة تصحبها موسيقى هادئة وناس يتحدثون سويًا ما لبث هذا حتى تحول إلى مشهد درامي تهتز فيه الأبنية وتتكسر النوافذ و يهرع الناس إلى ساحة دوربار التاريخية من أجل الاحتماء من الأنقاض المتطايرة، فضلًا عن أسراب من الطيور الهاربة من المكان بعد تكون سحب كثيفة من الرماد تغطي المدينة.

وأدى الزلزال إلى هروب الآلاف من الأسر في نيبال خوفًا من نقص الغذاء وانتشار الأوبئة والأمراض وازدحمت الطرق المؤدية إلى إحدى الوديان الجبلية بملايين من الناس يحمل الكثير منهم الأطفال على ذراعيهم يحاول كل منهم أن يستقل شاحنة أو مركبة، كما أحدث ذلك إرباكًا في مطار كتماندو الذي اصطف فيه الناس في محاولة يائسة لمغادرة البلاد.

وأحدثت الكارثة التي حلت في البلاد خسائر وصلت أكثر من خمس مليارات دولار، أو 20 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي، فيما تحاول السلطات تعويض العجز في مياه الشرب والطعام، فضلًا عن اتخاذ ما يلزم حتى لا تنتشر الأمراض في الوقت الذي امتلأت به المستشفيات بالقتلى والمصابين، حيث أصبحت عاجزة عن توفير مزيد من الأماكن للحالات التي ترد إليها.

كما أظهرت اللقطات أيضًا مجموعة من النيباليين يرصدون جهود الإغاثة اليائسة ويمزحون فيه غير مبالين بالكارثة التي حلت بالبلاد إثر وقوع هذا الزلزال.
وأودى الزلزال في الوقت نفسه وفي أعالي جبال الهيمالايا بحياة 17 شخصًا ممن كانوا يخيمون هناك في الأسفل عند قاعدة الجبل نتيجة انهيار جليدي في واحدة من أسوء الكوارث التي تضرب أعلى قمة جبلية في العالم، فيما تجري جهود إنقاذ مضنية بالرغم من حالة الطقس الصعبة من أجل الوصول سريعًا إلى 120 شخصًا من العالقين قبل نفاد الطعام الذي في حوزتهم.

وفي محاولة للسيطرة على الوضع السيء في العاصمة النيبالية، عملت الهند على تسيير قوافل طبية وأعضاء من القوة الوطنية لمكافحة الكوارث، كما أرسلت الصين فريقًا للطوارئ قوامه 60 شخصًا، وأعلن الجيش الباكستاني أنه أرسل أربع طائرات وعلى متنها 30 سريرًا طبيًا وفريق من البحث والإنقاذ بالإضافة لإمدادات طبية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنَّ هناك طائرات عسكرية أميركية أقلعت الأحد متجهة إلى كتماندو، وعلى متنها 70 شخصًا للمساعدة في أعمال الأغاثنة، فضلًا عن إعلان أستراليا وبريطانيا أنَّهم يستعدون لإرسال فريق من المتخصصين بالبحث والإنقاذ.

يُذكر أنَّ الكارثة التي حلت علي نيبال لم تكن الأولى من نوعها التي تخلف وراءها هذا العدد من القتلى، ففي عام 1934 كان هناك زلزال وقع ضحيته ثمانية آلاف وخمسمائة قتيل فيما كان عدد المصابين يتعدى الستة آلاف وخمسمائة شخص، كما لقي ست وستون شخصًا آخرين حتفهم عبر الحدود مع الهند.