اليوم العالمي للرقص لعام ٢٠١٩

احتفل المجلس التنفيذي للهيئة الدولية للمسرح برئاسة المهندس محمد الأفخم، بالتعاون مع لجنة الرقص التابعة لمعهد ITI، باليوم العالمي للرقص بكوريا، الذي يوافق الإثنين 29 أبريل من كل عام، وقد اختار المعهد الدولي للمسرح كريمة منصور، المؤسسة والمديرة الفنية للفن المعاصر، لكتابة رسالة اليوم العالمي للرقص لعام ٢٠١٩، كأول شخصية عربية مصرية تلقي الكلمة في اليوم العالمي لفنون الرقص.

وجاء في الكلمة التي قرأتها باللغة الإنجليزية وترجمها المسرحي والمترجم المصري: د. طارق عمار: "فى البدء كانت الحركة.. ومنذ فجر الزمن كان الرقص أداة قوية للتعبير والاحتفال. وجدناه على جداريات الفراعنة المصريين ولا يزال يلهم صناع الرقص حتى اليوم. استخدم الرقص لاستحضار آلهة الرقص الكثيرة بكل ما تمثله من معان ومفاهيم كالاتزان الذى يرتبط بالعدالة والموسيقى والنغم والضمير الفردى والكوني والكثير من ذلك".

"ذات مرة" فى عصر الفراعنة ، كان الرقص يعتقد أنه يرتقى بروح الراقص وجمهور المتفرجين أو المشاهدين . فالموسيقى والرقص يستدعيان أرقى المشاعر فى الحالات الإنسانية كما يعزيان البشر فى إحباطاتهم وخسائرهم فى الحياة"، والحركة لغة نتحدثها جميعاً وهى لغة عالمية تخص الجميع . فقط لو أننا فتحنا حواسنا وأنصطنا فالإنصات مطلوب، وهو إنصات دون تدخل، دون إصدار أحكام، فى صمت يتيح للحركة أن تمر عبر الجسد فى التو، لأن كل ما بداخلنا ومن حولنا يكمن فى الحركة، الحركة الدائمة . ذلك عندما لا يكذب الجسد لأنه يستمع إلى حقيقته ويعبر عنها".

أقرأ أيضًا:

ناهد السباعي تستعرض مهاراتها في الرقص على العمود بملابس جريئة

عبر الاستماع إلى دقات قلوبنا يمكننا أن نرقص رقصة الحياة، التى تتضمن الحركة والرشاقة والتكيف، فى تعبير راقص دائم التحوّل . وفى يومنا وعصرنا الحاليين، حيث يأخذ الاتصال والتواصل معاني جديدة وحيث نقبع فى أدنى نقطة من قدرتنا على الاتصال ... يبقى الرقص أكثر فعل نسعى وراءه ليساعدنا على إعادة تأسيس صلاتنا المفقودة . فالرقص يعيدنا إلى جذورنا، ليس فقط بالمعنى الثقافى وإنما أيضاً بالمعنى الحسى والشخصى والفردى المباشر، نزولاً إلى جوهرنا عبر طريق القلب، وفى ذات الوقت يمكننا أن نظل مخلوقات اجتماعية. فعندما نتصل مع ذواتنا وعندما نستمع إلى إيقاعنا الداخلى، هنا فقط يمكننا بالفعل أن نؤسس الاتصال بالآخر ونتواصل معاً".

"فالرقص هو تشارك الثقافات وسقوط الحدود فى فضاء من الدمج والوحدة عبر لغة كونية غير منطوقة. والجسد هو أداة للتعبير ووعاء لأصواتنا وأفكارنا ومشاعرنا وتاريخنا وكينونتنا ووجودنا وولعنا بالتعبير والاتصال المتمثل فى الحركة. والرقص فضاء يتيح للنفس الاتصال بحقيقتها، ولذلك يلزمها فضاء هادئ".

فالرقص يتيح لنا الاتصال والشعور بالكل ومن خلال هذا الشعور فقط يمكننا أن نجد السلام، ومع السلام يأتى الصمت، وعبر الصمت يمكننا أن نسمع وننصت ونتحدث، فمن الثبات يمكننا تعلم أن نرقص حقيقتنا وهنا تتضح أهمية ومغزى الرقص.

بالحركة والرقص يمكننا التحرك من الرأسى إلى الأفقى ومن الأعلى إلى الأسفل والعكس . بالحركة والرقص يمكن أو لا يمكن خلق وإعادة تنظيم الفوضى، حيث يمكننا خلق واقعنا ومشاعرنا ولحظاتنا العابرة، لحظة بلحظة. لحظات تبقى فى ذاكرتنا ويمكننا فيها أن نلامس أنفسنا وأن نستلهم ونغير من ذواتنا ومن الآخرين من أجل الحياة. تلك هى قوى التعبير الصادق وهنا تكمن قوة الرقص. الرقص يشفى، وبالرقص يمكن للإنسانية أن تلتقى.

إننى أدعو جميع البشر أن يتجاوزوا الحدود وأزمة الهوية والنزعات القومية والأطر التقليدية . دعونا نحرر ذواتنا من تلك القيود ونجد الحركة والعزم فى هذه اللغة العالمية . إننى أدعو الجميع أن يرقصوا على إيقاع نبض قلوبهم ومن أجل حقيقتهم الداخلية، لأنه من الحركة الداخلية يمكننا أن نقود الثورات الداخلية حيث يمكن للتغيير الحقيقى أن يحدث.

وقد يهمك أيضًا:

عروض مُبهرة وأخرى "مُبكية" ضمن حلقة "آرابس جود تالنت" الثالثة

تفاصيل حبس الراقصة جوهرة بتُهمة "الرقص ببدلة شِبه عارية"