صيانة الكمبيوتر

الحياة بشكل عام مليئة بالقصص التي نسمعها وكأنها من الخيال لكنها حقيقة واقعة ولها أبطال يعيشون وسط مجتمعنا كما هو حال أبطال قصة اليوم الأسرة التى ارتضت بقضاء الله تعالى وتحدى أبناؤها فقدان البصر مشعلين نور البصيرة ومنهم عبد الباسط الذي تحدى إعاقته وواجه ظروفه وأصبح ناجحًا في مجال صعب حتى على المبصرين.
ففي قرية الهمامية إحدى قرى مركز البداري التابع لمحافظة أسيوط يعيش الشاب عبد الباسط ناصر الذي وُلد وسط عائلة أغلب أطفالها مصابون بفقدان البصر كنتيجة لزواج الأقارب على حد قول الأطباء لوالديه، والغريب في الأمر أنه يعتمد بشكل كبير على نفسه في كل شيء؛ فهو طالب بالثانوية يذهب لمدرسته بمفرده ويحفظ الطريق جيدًا رغم بُعد المسافة من منزله، ويتنقل من وسيلة مواصلات لأخرى طالبًا العلم.

حكاية عبد الباسط تتلخص في أنه يحلم أن يكون له شأن كبير رغم كل الظروف المحيطة به وبأسرته ورغم فقدانه البصر منذ ولادته؛ فهو لديه قدرة كبيرة وقوية وإرادة وعزيمة يفتقدها كثير من الأسوياء لأنه ببساطة يفعل المستحيل ونجح في مجال البرمجة وصيانة الحاسوب.

اجتهد عبد الباسط وتدرب وساعده إصراره على النجاح لدرجة أنه أصبح من أفضل الشباب في صيانة أجهزة الكمبيوتر في قريته أو في المركز بأكمله، وذلك بشهادة مدربيه؛ فعندما تجلس أمامه وهو يقوم بفك وتجميع بوردة الجهاز لن تصدق أنك أمام شاب كفيف.

وُلد عبد الباسط فاقدًا بصره لكن أضاء الله تعالى نورَ قلبه حتى أصبح من أهم المتخصصين في تلك المهنة الصعبة؛ حيث يروي الشاب قصته قائلًا: "استطعت بالإرادة منذ أكثر من 6 سنوات أن أجعل لنفسي شيئًا في حياتي وذلك بعد دخولي في تحدٍّ لنفسي وللجميع فتعلمت البرمجة والصيانة داخل أحد المراكز ومارستها كمهنة حتى أصبحت متمكنًا بشكل جيد في صيانة الكمبيوتر بالمركز، ولدي العديد من النجاحات في مجال البرمجة ومنها القناة الخاصة بي على اليوتيوب وموقع خاص بالبرمجة".
 

الغريب في الأمر أن أسرة عبد الباسط بها 3 أفراد آخرون يعانون نفس الظروف؛ حيث إنهم لا يبصرون أيضًا، فهناك شقيقته اجتهدت حتى أصبحت الأولى على مدرستها دائمًا والتحقت بكلية الألسن وحافظة للقرآن الكريم كاملًا.

وداخل المنزل أيضًا الطفل محمد بالصف الرابع الابتدائي وُلد فاقدًا للبصر ومتفوق بشكل دائم والأول على مدرسته وحتى شقيقه الأصغر إسلام حافظ لكتاب الله الكريم ويسير على نفس النهج ويضرب به المثل في قيادة الدراجة.

وفي النهاية طالب والدُ "عبد الباسط" محافظَ أسيوط ومسؤولي الإسكان بالنظر لحالة أفراد أسرته والـ٤ أبناء المكفوفين بتوفير وحدة سكنية قريبة من مدرسة النور بمحافظة أسيوط؛ حيث دراسة الأبناء وخاصة أنها تبعد أكثر من ساعتين عن مكان المعيشة مما يمثل عائقًا ماديًّا عليه في نقل الأبناء وذهابهم وإيابهم لتلقي العلم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الكفيف الذي أصبح العداء الأسرع في العالم

مؤمن البيطار مذيع كفيف من غزة ينال شهرة بسبب برنامج رياضي