الألعاب القتالية

يقول المفكر السعودي عبد الرحمن القصيمي: "إنَّ أعظم شيءٍ يتفوّق به الإنسان على كلِّ ما في الوجود هو موهبة التحدي"، وكأن كلمات القصيمي وصلت إلى مسامع إبن الصعيد أحمد محمد فتحي، ابن قرية المعصرة التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، الذي خرج من الصعيد الجواني إلى أضواء العالمية متحديًّا  العوائق، متمسكًا بأحلامه في تحقيق نجاحه حتى حصل على المركز الأول في بطولة الهند للألعاب القتالية «الكيك بوكسينج -  الكونغ فو»، التي شارك فيها أكثر من 200 لاعب أجنبي.

ولم تتوقف نجحات ابن قرية المعصرة إلى هذا الحد بل حصل على المركز الأول في بطولة الوطن العربي للألعاب القتالية تلك البطولة التي كانت تجمع أكثر من 400 لاعب من مختلف الجنسيات العربية.

«رحلة صعبة وكلها تحدي ولكن بفضل الله ودعاء والدتي ووالدي وتعب مدربي تمسكت بالحلم».. تلك هي الكلمات التي تفوه بها البطل «أحمد محمد فتحي» خلال حديثة مع «فيتو»  موضحًا رحلته من قريته البسيطة التي بدأت من سن الثاني عشر حتى أكرمه الله وكلل مجهوده بإنجاز أنساه مرارة الرحلة.

فهو طالب بالمرحلة الثانوية التجارية بمركز ملوي، بات معظم حياته يعمل من أجل تخفيف العبء عن كاهل أسرته ولكي يتحمل هو بشخصه مصاريف تدريبه، بدأ مسيرته الرياضية من قرية المعصرة وتعرف على مدربه ابن بلدته كابتن «محمد علي»، الذي تكفل به وآمن بقدراته وسانده طيلة فترة تدريبه.

يقول ابن السادسة عشر ربيعًا: كنت شغوفًا بلعبة الكيك بوكسينج والكونغ فو، توجهت إلى كابتن محمد على مدرب نادي ملوي الرياضي وبدأت أشرح له ظروف عملي ودراستي وتمنيت منه الانضمام إلى فريق الكيك بوكسينج، وافق على انضمامي إلى الفريق ومن هنا بدأت أرسم الحلم المبدئي «تعلم الفنون القتالية»، أكرمني الله تعالى، وتعلمت بسرعة شديدة وبدأت أشارك في البطولات.

بداية من بطولة المنطقة «منطقة المنيا»، وصولًا إلى تصفيات الجمهورية وأخيرًا تحقق الحلم الأول الرئيسي حصولي على المركز الأول في بطل الجمهورية، لم أتوقف عند هذا الحد بل وبمجهود مدربي «محمد علي»، شاركت في البطولة العربية للألعاب القتالية وهي تعد البطولة الأصعب في حياتي، لأنني لم أعتد لعب مباراة تلو الأخرى والفاصل بينهم بضع دقائق ولكن بفضل الله تخطيت كل هذا وتمكنت من الحصول على المركز الأول في البطولة العربية للألعاب القتالية، وشرفت بلدي وسط بلاد العرب،  ومن هنا تعرفت على مدرب مغربي الجنسية ونصحني بالمشاركة في بطولة الهند للألعاب القتالية وهنا زاد كرم الله عليَّ وحققت المركز الأول بتلك البطولة.

وتابع البطل “لا أخفي عنك سرًّا الحياة في الريف صعبة إلى حد ما، وكل تلك التدريبات والسفر يحتاج إلى جانب مادي مساعد، فلم يكن أمامي سوى أن أقوم بالعمل في الفترة قبل موعد المدرسة، وبعد ذلك أتوجه إلى المدرسة، ثم إلى التدريب، حتى لا أحمل أسرتي أي أعباء مادية”.

هنا تدخل كابتن «محمد علي»، مدرب الألعاب القتالية «الكيك بوكسينج» بنادي ملوى الرياضي في الحديث قائلًا: إن اللاعب أحمد محمد يعد مثالًا يحتذى به في تحدي نفسه، فبعيدًا عن عمله أثناء دراسته لكي يوفر نفقات شخصية له لتساعده في التدريب وحتى لا يثقل علي أسرته، فهو لديه إصرار كامل في الوصول إلى هدفه بخطوات ثابتة وهذا ما فعله ابن قرية المعصرة، فلك أن تتخيل شابًّا من قرية بسيطة وصل إلى بطولة المنيا ثم الجمهورية ثم البطولة العربية إلى أن وصل  إلى المشاركة في بطولة الهند للألعاب القتالية.

قد يهمك أيضًا:

يونغ شيانغ فتاة مثيرة تحترف فنون قتال رياضة الكونغ فو

المصرية إيمان سامح تفوز بالمركز الأول وتحصد ذهبية مواهب الكونغ فو