وزير الآثار الدكتور خالد العناني واللواء كامل الوزير

قام وزير الآثار الدكتور خالد العناني، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير، ومساعد رئيس الهيئة الهندسية اللواء عصام والي، يرافقهم محافظ الأقصر محمد بدر، الاثنين، بجولة تفقدية لمتابعة الأعمال الجارية في مشروع إحياء وتطوير طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وذلك للوقوف على اللمسات النهائية لاستكمال أعمال المراحل المتبقية بالطريق الأثري، الذي يهدف لتحويل الأقصر إلى متحف عالمي مفتوح.
 
وتهدف الزيارة لإزالة كافة العقبات التي تحول دون استكمال ما تبقى من مراحل المشروع، وذلك في ثاني زيارة يقوم بها رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للمشروع خلال أقل من 10 أيام، حيث سبق تلك الزيارة لموقع المشروع زيارة مماثلة في السابع من نيسان/ أبريل الجاري.

وتابع وزير الآثار، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال الجولة، آخر مستجدات العمل بمشروع تطوير طريق الكباش، ومعاينة أعمال الإنشاءات الهندسية والترميم والتطوير والحفائر الجارية ومختلف الأعمال التي تجري في الموقع والتي تشمل العديد من الأعمال منها تسوية المصاطب وإقامة قواعد حجرية لتماثيل الكباش، وحوائط خرسانية وتكسيات من الطوب اللبن على جانبي الطريق، وتكسيات جديدة للكوبريين العلويين بالطريق تراعي التصميم الأثري، وعمل إضاءة متحفية للطريق بالكامل.
 
كما تضمنت جولة الآثار، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تفقد ما تبقى من مراحل الطريق، وخطط إزالة بعض المنشئات والمنازل الواقعة فوق مسار الطريق الأقدم في العالم، من بينها كنيسة الطائفة الإنجيلية، التي ستتسلم أرض بديلة لتقام فوقها كنيسة بديلة لكنيسة الطائفة التي تم الإتفاق على إزالتها، والوقعة فوق حرم الطريق الفرعوني، كما يتم التفاوض النهائي على إزالة بعض المنازل والمنشئات الأخرى تمهيدا للانتهاء من المشروع.

كما تفقد وزير الآثار، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أعمال ترميم تمثال رمسيس الثاني المعد للافتتاح يوم الجمعة المقبل في إطار الاحتفال بيوم التراث العالمي، كما تضمنت الجولة زيارة معبد الكرنك وتفقد أعمال الجدار الشرقي لفناء الصرح السابع في معابد الكرنك، وتفقد العمل من الصرح السابع حتى الصرح العاشر.

ويعد طريق الكباش أحد أكبر الطرق الأثرية في العالم، حث يربط بين معبدي الكرنك والأقصر، ويبلغ إجمالي أطواله 2700 متر، ويتكون الطريق من رصيف من الحجر الرملي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش (أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون) في المسافة بين الصرح العاشر بالكرنك حتى بوابة معبد موت، وقد تم تشييد هذا الجزء من الطريق خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم قام الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين بتشييد الجزء المتبقي من الطريق الذي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة استخدمت في توصيل مياه الري للأحواض، وقد تم إضافة بعض الملحقات للطريق في عصور مختلفة، مثل: استراحات للزوارق، ومقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى التي كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت وعيد الوادي الجميل وغيرها، وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أواني النبيذ، ومع مرور الزمن طمست معالم الطريق وتشوهت معالمه على مدار أكثر من 3500 سنة حتى تحول معظمه إلى مساكن عشوائية ومباني حكومية ودور عبادة إسلامية ومسيحية وأراضي زراعية.

وفي عام 2005 في عهد محافظ الأقصر السابق سمير فرج الذي أشرف على عملية إعادة أحياء الطريق بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، تم تقسيم الطريق إلى 5 قطاعات، حيث تم إزالة المساكن والعقارات والمباني الحكومية والأهلية المختلفة من على حرم الطريق في تلك القطاعات، وكان مقررا أن يتم الإنتهاء من المشروع في عام 2011، ليفتتحه الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ورئيس الوزراء الايطالي السابق سلفيو برلسكوني، إلا أن أحداث ثورة 25 يناير تسببت في توقف المشروع وعدم الانتهاء منه لنقص الاعتمادات المالية، وخلال الفترة التي تلت أحداث ثورة 25 يناير بذلت عدد من المحاولات من المحافظين السابقين السفير عزت سعد واللواء طارق سعدالدين، لإعادة استئناف المشروع، إلا أن تلك المحاولات لم تنجح بسبب نقص التمويل، ثم حدثت الانفراجة في عهد المحافظ الحالي محمد بدر، ليتم استئناف العمل بالمشروع خاصة بعد توجيهات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي باستكمال المشروع وإنهائه في أقرب وقت لافتتاحه أمام حركة السياحة العالمية، ليعود إلى سابق عهده في العصر الفرعوني ليكون دليلا على إبداع فن العمارة المصرية القديمة ومقصدا للسياحة العالمية.