الإسكندرية ـ محمد المصري
قال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن المديرية أطلقت، قافلة دعوية كبيرة بمساجد غرب الإسكندرية لأداء خطبة الجمعة تحت عنوان "الإيجابية ".
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أنه يطول بنا الحديث عن الإيجابية ودورها في حياة الإنسان؛ فالإيجابية لها مكانة خاصة، وأهميتها محورية في تحديد نظرتك تُجاه الحياة، كلما كانت نظرتك لحياتك إيجابية، كنت أكثر توقدًا ونشاطًا فيها، فمن تفاءل خيرًا وجده، ومن سعى في سبيل الحياة، حقق ما يريد منها؛ ولذلك فإن الأفكار السلبية السوداوية لن تزيدَ الإنسانَ إلا تعاسة، أما عكسها فهو مفتاح الفلاح والنجاح.
وبيّن العجمى، الإيجابية فى القرآن الكريم قائلا: "القرآن الكريم مليء بالأمثلة الإيجابية، بل إن المُتتبِّع للقرآن الكريم يجد أن مِن أكثر الأمثلة ضربًا في القرآن هى الإيجابيَّة، قال تعالى "وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ"، إنها استجابة الفِطرة السليمة لدعوة الحق المُستقيمة؛ فيها الصدق، والبساطة، والحَرارة، واستِقامة الإدراك، وتلبية الإيقاع القويِّ للحق المبين، فهذا رجل سَمع الدعوة فاستجاب لها بعدما رأى فيها مِن دلائل الحقِّ والمَنطِق ما يتحدَّث عنه في مقالتِه لقومه، وحينما استشعَر قلبُه حقيقة الإيمان، تحرَّكت هذه الحَقيقةُ في ضميره فلم يُطقْ عليها سكوتًا، ولم يقبَع في داره بعقيدته وهو يرَى الضَّلال مِن حوله والجُحود والفُجور، ولكنه سعى بالحق الذي استقرَّ في ضميره وتحرَّك في شُعوره، وظاهرٌ أن الرجل لم يكن ذا جاهٍ ولا سُلطان، ولم يكن في عزوة من قومه أو منَعة مِن عشيرته، ولكنها العقيدة الحيَّة في ضميره تَدفعُه وتجيء به مِن أقصَى المدينة إلى أقصاها.
ولفت العجمى، إلي إيجابيَّة النبي - صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عمر: "ما رأيت أشجع، ولا أنجَد ولا أجوَد، ولا أرضى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وقال علي - رضي الله عنه - "إنَّا كنَّا إذا اشتدَّ البأس واحمرَّت الحدق، اتَّقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه، ولقد رأيتُني يوم بدر ونحن نَلوذ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أقرَبُنا إلى العدو، وكان مِن أشدِّ الناس يومئذٍ بأسًا"، وعندما نعيش مع سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نجد الحثَّ على الإيجابيَّة والإرشاد إليها، ومِن ذلك: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تزال طائفة مِن أمَّتي ظاهِرين على الحقِّ، لا يضرُّهم مَن خالفهم ولا مَن خذَلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
وأشار إلى أن هناك وسائل تُحقِّق الوصول إلى الإيجابية وهي فرديَّة التكليف؛ وذلك بأن يَستشعِر مسؤوليَّته كفرْد عمَّا أمَر الله ونهَى، وأنه يُحاسَب فردًا، وأنه ومَن حوله مسؤولون مثله، وعدم استِصغار العمل أو النظر إليه على أنه قليل؛ فرُبَّ أمرٍ تراه صغيرًا وهو عند الله كبير وعظيم، والنظر إلى النتائج والأجْر الكبير، وألا يُكلِّف النفس ما لا تُطيق؛ فإنَّ تكليف النفس ما لا تُطيق يؤدِّي إلى الفُتور واليأس عند الإنسان.
واختتم العجمى حديثه قائلا: "إن التنمية المستدامة لن تتحقق إلا بتكاتف كل فئات المجتمع وأن يقوم كل فرد بدوره من خلال العمل الجاد والولاء والانتماء للوطن، وذلك بالمشاركة الإيجابية ومن أهمها المشاركة السياسية وخاصة في الانتخابات الرئاسية القادمة فقد كفل الدستور لكل فرد حرية التعبير عن رأيه ولهذا فإن صوت كل فرد أمانة وشهادة من أجل وطنه، وأن الانتخابات الرئاسية عقد اجتماعي بين الناخب ورئيس الجمهورية الذي يتم تفويضه لإدارة البلاد وحمايتها من الأخطار ".
وأكد أن مصر تمر بمرحلة دقيقة حيث تخوض بمفردها حربا ضد الإرهاب في سيناء، وأن الإرهاب لا دين له وتلفظه كل الأديان السماوية وهو يهدف إلي تعجيز الدولة المصرية وعرقلة مسيرتها نحو التنمية خاصة بعد تحقيق تقدم كبير في التنمية وإنجاز عدد من المشروعات القومية الكبري مثل مشروع قناة السويس الجديدة وشبكة الطرق وعدد من محطات الطاقة ومشروع الاستزراع السمكي، وأيضا البدء في استصلاح مليون ونصف فدان ومشروع الضبعة للطاقة النووية، مضيفا أن المشاركة الإيجابية في الانتخابات القادمة تساهم في ترسيخ مبدأ الديمقراطية ونقل صورة إيجابية للعالم كله تؤكد استقرار الأوضاع في مصر مما يساهم في زيادة التنمية وجذب المستثمرين للسوق المصري