القاهرة - مصر اليوم
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هئية كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أولى خطوات التقرب إلى الله - تعالى- هي: التوبة، ومعناها أن ينخلع من المعاصي، وأن يعاهد نفسه على أن يترك المعاصي، وأن يعطل ملك السيئات - أي يجعل ملك السيئات لا يكتب عليه شيئًا-. وأضاف « جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» أن هذا الانخلاع له درجات، أولها: انخلاع من المعصية، وهي التي يقول عنها الشرع: إن هذا حرام؛ فالإنسان قرر مع نفسه ألا يفعل هذا الحرام.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن ثاني درجات الانخلاع عن المعاصي والرجوع إلى الله هو: البعد عن كل ما يشغل البال أو القلب عن الله من ولد أو المال أو حب للأكوان والسلطة والجاه والشهوات. ونبه المفتي السابق أن الإنسان هنا لم يرتكب حراما لكي يتوب منه، فهو قد تركه، لكنه الآن يتوب من شيء آخر، يتوب من الانشغال عن الله! وكأن الانشغال عن الله- وهو أمر يقع فيه جل البشر- ، وهو ليس معصية، لكن كأنه معصية! وهو لعلو همته يعتبره في حقه معصية؛ فيخلي قلبه من شواغل الدنيا ومشاغلها.
وأشار إلى أن لفظ « يخلى قلبه» كلمة وقف عندها الصوفية كثيرًا، عند التخلية من القبيح، ويأتي بعدها عندهم معني آخر، وهو: أن يحلي قلبه بكل صحيح، وهذه هي التحلية، مبينًا أن التخلية تفريغ القلب من الشواغل والمشاغل، والتحلية هي تجميل القلب بهذه الصفات العالية من التوكل ومن الحب في الله والاعتماد عليه – تعالى- ومن الثقة بما في يده.. الخ. واختتم أن السالك إلي الله لا يزال إلى الآن في المرحلة الأولي من الطريق والتوبة؛ فإنه خلي قلبه من القبيح، وحلي قلبه بالصحيح، لكن تأتي توبة أخري بعد ذلك في مرحلة ثانية يتشوق فيها قلب هذا التقي النقي الذي خلي قلبه من الشواغل والمشاغل، وخلي نفسه وجوارحه من المعصية، ثم خلي قلبه من الشوائب. ثم حلي قلبه بتلك المعاني الفائقة الرائقة، وهو في كل ذلك يريد من الله أن يتجلى عليه.
قد يهمك أيضا :