القاهرة ـ وكالات
صدر حديثا كتاب "إخوان إصلاحيون" للكاتب المهندس هيثم أبو خليل القيادي السابق فى جماعة الإخوان المسلمين والمنشق حديثاً عن الجماعة بعد صراع طويل داخل الجماعة. الكتاب صدر عن دار "دوِّن للنشر والتوزيع"، إحدى أنشط دور النشر المستقلة فى مصر، ويعد الكتاب وثيقة هامة فى مجمله، حيث انه يوثق بالشهادات والوقائع والأحداث تاريخ حركة الإصلاح الداخلية فى جماعة الاخوان المسلمين ودور تيار القطبيين فى الجماعة وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر فى وأد تلك الحركة والانتصار للتنظيم على حساب أى مبادئ. الكتاب صدر منذ أيام قليلة ومن المتوقع أن يحدث جدلاً كبيراً فى الأوساط العامة والسياسية والثقافية، خصوصاً أنه صدر تزامناً مع الأحداث الراهنة فى مصر الآن واتهام جماعة الإخوان بمحاولة احتكار السلطة فى مصر. الجدير بالذكر أن اثنين من قيادات الجماعة ومن رواد حركة الإصلاح فى الجماعة والمنشقين عن الجماعة قد قدموا هذا الكتاب وهما الأستاذ كمال الهلباوي، والاستاذ مختار نوح. وقد جاء فى مقدمة الاستاذ كمال الهلباوي "هذه الوثيقة الغالية بها إضاءات وإيضاحات وشئ من تاريخ معاصر، من أخ عاصر الأحداث وشارك فيها مشاركة فعالة، وهو يروي ما رآه نافعاً لمصر وللحركة في إطار الاسلام العظيم". ويعد هيثم أبو خليل نموذجا للتيار المستنير الإصلاحي داخل الجماعة والذي حاول إصلاح التنظيم داخلياً كثيراً لكنه واجه تيار عنيد يأبى التصحيح ويعتبر هيثم أبو خليل ورفاقه من الإصلاحيون امتدادا للحركة الوسطية الإسلامية التي خرج منها كيانات متعددة مثل حزب الوسط وحملة الدكتور أبو الفتوح والعديد من قيادات الحركة الإسلامية الوسطية فى مصر. وجاء فى مقدمة الناشر «بين يديك أوراق تنشر لأول مرة، توثيق وشهادات من داخل جماعة الاخوان المسلمين، ظل التنظيم متحفظاً على عدم خروجها للنور، ليس ذلك فحسب، بل أنه صارع وقاتل كل من حاول وصول تلك الشهادات للنور، ولأن النور يأبى التقييد والحصار، ولأن مجموعة من اخلص رجال الاخوان حاربوا وجاهدوا داخل الجماعة لكي تسمع كلمتهم ويلتقت البعض الي أفكارهم غير أن أحداً لم يلتفت، فقد سكت الكثيرون منهم، البعض انشق عن الجماعة والبعض تم توقيفه والتحقيق معه وفصله، ولكل هذا وأكثر يأتي هذا الكتاب للمهندس هيثم أبو خليل، القيادي السابق فى الاخوان والذي ترك الجماعة بعد ثورة 25 يناير، هذا الكتاب ليس محاولة للترصد أو تصيد الاخطاء، وليس محاولة للمزايدة على فكرة أو الترويج لفكرة، هذا الكتاب ليس ضد أحد أو مع احد ولكنه انتصاراً للموضوعية ووقوفاً فى صف وجهة نظر يرى صاحبها انها على صواب غير أن تنظيما كاملا رأي غير ذلك وحاربها، فاختفت وجهة النظر تلك لفترة ثم ظهرت الان لترى النور، عسى أن يثبت الزمن انها كانت وجهة نظر سليمة.