القاهرة ـ محمود الرفاعي
ألقى المطرب اللبناني راغب علامة، محاضرة على طلاب جامعة بيروت العربية ضمن لقاء حمل عنوان "قصة نجاح"، حيث أضاء على مسيرته منذ البدايات الفنية الأولى حتى أوج التألق الحالي مع مجموعة الألقاب الدولية والدبلوماسية الجديدة في احتفالية تكريمية أضاءت على صورة النجاح البراقة لعلامة وسألت عن ما تحمله وراءها من خبايا ألف قصة وقصة وبنت نجاحه ونجومية عربيًا ودوليًا وعالميًا.
حضر اللقاء رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي، وأمينها العام عصام حوري، والنائب عمار حوري، ومديرة مكتب الأمم المتحدة مارغريت الحلو، إلى جانب عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وإداريي الجامعة وطلابها خرّيجيها وموظفيها، واتخذت المحاضرة صورة مقابلة أدارتها مديرة العلاقات العامة في الجامعة السيدة زينة العريس، التي قدمت علامة بأنه "العلامة الفارقة التي قدمته للمجتمع فنانًا شاملاً ومتكاملاً، بصوت أطرب الكبار والصغار، وبإنسانية غنَّت الحب والحياة والوطن، وبشخصية رشيقة تجوب بين الكلمة واللحن، كما تجوب أعماله أصقاع الدنيا لتثبتَ تصميم فنان طموح، لا حدود عنده للحياة، ولا رادع لديه للحب الذي تنقّل من العاصمة بيروت وصولاً إلى العالم".
وتابعت العريس "أن الأعوام لم تكن عائقًا ولو لمرة واحدة أمام علامة، بل على قياس أحلامه التي سرقت مع كِبرها وكِبَرِها أجيالاً من المعجبين بفنه، فمع الشباب كانت حصصٌ وحصص حضرت في كل المناسبات الغالية والسعيدة أغنياتٍ تختصر كل معاني الفرح والسرور، ومع الشيوخ كانت صناديق الذكريات التي تختزن أعمالاً تحاكي الحياة كل الحياة، بمحطاتها، بأفراحها، بدموعها وأمانيها".
وبعد عرض فيلم قصير عن بداياته وأعماله، انتقل علامة والعريس إلى أستوديو أُعد خصيصًا للمناسبة، فكان حوار أضاء على مجمل حياة علامة الذي انطلق في حديثة من البدايات الصعبة وما حملته من تحديات، مشيرًا في هذا المجال إلى رفض والدته لدخوله الوسط الفني من باب خوفها عليه، وعن الأحلام التي كانت تراوده، أكّد علامة، وجود فنانين ووجوه شكلوا القدوة والمثال الأعلى بالنسبة إليه لكن أحلامه الأساسية كانت أنّ يكون له بصمة خصوصًا في الوسط الفني عمل وسهر وكدّ من أجلها، ولفت إلى أنّ المحبة والإعجاب الكبيرين الذين يكنهما للعمالقة محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم وفيروز إلى جانب فناني الأصالة والطرب والزمن الجميل، واستذكر علامة المرحلة التي ترعرع خلالها في منطقة الطريق الجديدة.
وتحدث علامة عن رحلته الفنية مع الفيديو كليب، فنفى أنّ تكون انعكاسًا لحياته الخاصة، لافتًا إلى تذوقه للأفكار الجيدة والعصرية كما أثنى على منافسة الأمس الفنية لاعتمادها على معيار الموهبة بعيدًا عن إبهار الصورة، وأشار علامة إلى، أهمية المظهر الخارجي اليوم مشددًا في الوقت نفسه على أولوية الموهبة والصوت لأنّ غيابها يعني نجومية ناقصة، ورأى أن نجاح الفنان بالحفاظ على جمهوره لا يكون إلا من خلال تواضعه ومبادلة جمهوره مشاعر المحبة والوفاء.
وأشار علامة إلى، أنّ مجموعة كبيرة من أغنياته وألحانه محببة إلى قلبه ويرددها باستمرار، وعن موقفه السياسي جدد التأكيد على عدم نيته خوض غمار السياسية بسبب المشهد الطائفي المظلل لها ولفت إلى انتهاجه لخط الأعمار والسلام والوطنية القريب جدًا من خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وتحدث علامة عن الألقاب الدولية والدبلوماسية الجديدة، كسفير الأمم المتحدة للتغير المناخي، وكسفير للنوايا الحسنة، وكسفير للسلام والأمور الإنسانية، فرأى بأنها تشكل تحديات كبيرة لأنها تضع الفنان عند محك مصداقيته مؤكّدًا استعداده لأعمال فنية تخدم هذه الألقاب وتعمل على توعية الناس إلى أهمية البيئة وتحقيق السلام وسط الأجواء العربية والدولية المشحونة.
واعترف علامة خلال فقرة سريعة من الأسئلة بحبه لصراحته وكرهه لمزاجيته واستماعه للفنانة فيروز باستمرار والاعتماد على الله أولاً وأخرًا، واعتباره الوطن العربي ككل بلده الثاني، وختم علامة بتوجيه رسالة صادقة إلى طلاب جامعة بيروت العربية وشباب لبنان دعاهم فيها لعدم الاستسلام إطلاقًا لليأس.
واختتم اللقاء بمنح رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي درعًا تكريميًا لعلامة والتقاط الصور التذكاريّة.