القاهرة ـ مصراليوم
حذر أطباء ليبيون من كارثة قد يواجهها مرضى الفشل الكلوي، بعد ارتفاع أسعار بعض الأدوات اللازمة لغسل الكلى، وعدم توفرها في المراكز المختصة بتقديم الرعايا للمرضى. واشتكى مواطنون يعاني أفراد بأسرهم من فشل كلوي، من عدم توافر دواء "هيبارين" اللازم للمرضى، مما يؤثر على عمليات غسيل الكلى. وقال مدير مركز غسيل الكلى في ترهونة، كمال السلامي، إن "الهيبارين أثقل كاهل مرضى الكلى، حيث يتم شراؤه بأسعار مرتفعة وباهظة الثمن". وأضاف في تصريحات صحفية، أن "الدولة والإمداد الطبي مجبران على توفير الأدوية لهذه الشريحة من المرضى"، مشيرا إلى أنه تمت مخاطبة وزارة الصحة والمسؤولين، "لكن لا جدوى ولا شيء يحدث على أرض الواقع".
واتهم السلامي المسؤولين بـ"التقصير" تجاه هذه الشريحة، قائلا إن "غياب الأدوات اللازمة لغسيل الكلى سيؤثر سلبا على حياة المرضى"، مطالبا أيضا بالإفراج عن مرتبات الكادر الطبي الذي يقوم بهذه العمليات.ويعاني القطاع الصحي في ليبيا من أوضاع مزرية، في وقت تشهد فيه المستشفيات عزوف الأطباء عن العمل، بسبب سوء أوضاعهم المعيشية ورفض طلباتهم بزيادة الأجور.
وعاد التكدس مرة أخرى داخل المستشفيات الليبية، تزامنا مع زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد ورصد حالات اشتباه بجدري القرود. ومؤخرا، فوجئ مرضى الكلى في طرابلس بإعلان معلّق على باب مراكز الغسيل، يفيد بتوقّف العمل بسبب "نفاد المشغلات وبعض الأدوية"، مما جعلهم يضطرون إلى الانتقال لمناطق بعيدة للعثور على فرصة للغسل. وقال الطبيب معاذ الثليب، وهو يعمل في أحد المراكز الطبية، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الأوضاع في كل المراكز الصحية تشهد عجزا في كثير من الموارد اللازمة للتشغيل".
وأضاف: "حتى اللحظة لم تصرف الميزانية لقطاع الصحة بالكامل، وبعض المراكز والمستشفيات تحاول تصريف الأمور بالتعامل المباشر مع بعض الموردين للأدوات الطبية، والنتيجة الآن أن معظم المستشفيات أصبحت مدانة بمبالغ كبيرة". واستطرد: "القطاع الصحي سيشهد انهيارا لا محالة، إذا لم تصرف الميزانية لهم في أقرب وقت"، مشيرا إلى أن "مراكز الكلى على سبيل المثال الآن لا تتوفر لديها بعض المشغلات، وهم في حالة تواصل دائم لتوزيع المرضى على المراكز التي توجد بها إمكانية لإجراء الجلسات".
وأشار الثليب إلى أن "مراكز العزل الحكومية أقفلت بالكامل تقريبا، حيث إن الأطباء في طرابلس لم يتقاضوا أموالا منذ عام تقريبا ولم تتحقق مطالبهم بخصوص صرف زيادات في الرواتب". كما أكد أن "ليبيا ستتعرض لا محالة لموجة خامسة من فيروس كورونا"، وتوقع حدوثها خلال أسبوعين من الآن، مشيرا إلى أنه "إذا زادت الأعداد التي تحتاج لمستشفيات فستكون هناك كارثة". وأوضح الثليب أن "الموجات السابقة كانت خفيفة ولا يحتاج الكثيرون لرعاية داخل المستشفيات، إلا أن المتحورات الجديدة غير معلوم طبيعتها حتى اللحظة، والخوف من أن تكون ذات أعراض كبيرة".
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي، سامر العذابي، إن "الأوضاع في القطاع الصحي تشهد كارثة كبيرة، بسبب عدم صرف الميزانية حتى اللحظة". وأضاف أن "مراكز العزل أغلقت أبوابها بسبب عدم الاستجابة لطلبات الأطباء، واختفت الأدوية داخل المستشفيات، والمراكز الطبية كلها استدانت بسبب سوء الوضع المالي". وأشار إلى أن "التجاذبات السياسية هي من أوصلت الوضع لذلك، فالميزانية الآن حائرة بين الوزارة المسيطرة على الأرض في طرابلس، المتمثلة في حكومة الدبيبة، وحكومة باشاغا الشرعية التي يرفض الدبيبة تسليمها السلطة". وأكد أن "عدم صرف الميزانية سيضع البلاد في كارثة كبيرة، خاصة مع تفاقم الوضع الصحي في ليبيا والدخول في الموجة الخامسة".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :