برلين ـ مصر اليوم
وفقا لفريق باحثين دولي يمكن أن يحدد مستوى ضغط الدم الانبساطي (القراءة السفلى لضغط الدم) السمات العصبية للشخص ويمكن أن يكون الأشخاص المصابون بالعصابية حساسين جدا بصورة خاصة للنقد، وغالبا ما ينتقدون نفسهم ذاتيا، ويغضبون ويقلقون ويخجلون بسهولة. وهذا لا يؤثر فقط في سلوكهم وتواصلهم مع الآخرين، بل ويساهم أيضا في تآكل القلب والأوعية الدموية، لذلك غالبا ما تصبح العصابية سببا غير مباشر للاكتئاب والقلق.
ولكن نتائج الدراسات الجديدة، تعطي الأمل في إمكانية كبح سمات الشخصية العصابية من خلال مراقبة مؤشرات مستوى ضغط الدم.
ويعتبر ارتفاع مستوى ضغط الدم، من المخاطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يربط الباحثون هذا المؤشر بالعوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب أي بالعصابية.
ولكن ما هو هذا الارتباط وكيف يعمل بالضبط؟
لقد كان الباحثون على علم أن ما بين 30- 60% من أنماط ضغط الدم ترجع إلى عوامل وراثية. لذلك حللوا البيانات الجينية المأخوذة من 8 دراسات واسعة وشاملة للحمض النووي لأشخاص من أصل أوروبي.
وقد ركز الباحثون اهتمامهم على تحديد علاقة السبب والنتيجة بين العوامل الوراثية ومؤشرات الحالة الصحية. ومن أجل ذلك استخدموا ما يسمى بالعشوائية المندلية على أربع خصائص لضغط الدم (الانقباضي، والانبساطي والنبض و مستوى ارتفاع ضغط الدم)، وأربع حالات نفسية (القلق واعراض الاكتئاب، والعصابية والرفاهية الشخصية).
وقد أظهر هذا التحليل الدقيق، أن ارتفاع مستوى ضغط الدم، وبصورة خاصة الانبساطي، يؤثر في العصابية، وليس في القلق وأعراض الاكتئاب أو الرفاهية الشخصية. وبعد إجراء حسابات إضافية، اتضح أن ضغط الدم الانبساطي مرتبط بالعصابية.
ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج قد لا تنطبق على الأشخاص من أصل غير أوروبي، ما يحد من استخدامها في المستقبل.
ويضيفون: بما أن ضغط الدم يربط بين القلب والدماغ، لذلك يمكن أن يساهم فعلا في تنمية وتطوير الصفات الشخصية.
ووفقا للباحثين يمكن أن تساعد المراقبة والتحكم بمستوى ضغط الدم، على تقليل العصابية، وتنظيم اضطرابات المزاج التي تسببها وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :