أظهرت الابحاث الطبية أن وظيفة النوم لا تقتصر فقط على منح الراحة لخلايا المخ، إلا أنها وظيفة مهمة للخلايا الدهنية تمكنها من أداء عملها بشكل سليم ودقيق حتى لا تختزن المزيد من الدهون غير المرغوب فيها. فقد توصل الباحثون أن عدم الحصول على قدر كاف من النوم له تأثير ضار على الخلايا الدهنية، مما يقلل بنسبة 30 % من قدرتها على الاستجابة للأنسولين، الهرمون الذي ينظم الطاقة. كما أكدت الدراسة على أن طول فترة الحرمان من النوم مرتبط باختلال فى وظائف المخ مما يتسبب فى انخفاض اليقظة والقدرة المعرفية وتشير الدراسة إلى أن للنوم دورا مهما في تنظيم الطاقة، وهو لا يقل أهمية عن وظائف المخ فى هذا النطاق . ووجد الباحثون أن الخلايا الدهنية تحتاج النوم لتعمل بشكل صحيح"، وقال مؤلف الدراسة ماثيو برادي ئيس لجنة الأيض الجزيئية والتغذية في جامعة شيكاغو أن الدهون فى الجسم تلعب دورا مهما فى جسم الانسان  وقد أظهر ت دراسة أوروبية أخرى  أن الحرمان من النوم يجعل اليوم يبدو طويلاً ما يدفع الجسم إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي “الأيض” ليستهلك الجسم كمية أقل من الطاقة. وتمثل هذه النتائج التي نشرت في الدورية الأميركية للتغذية الإكلينيكية، دليلاً على أن قلة النوم تشجع زيادة الوزن بسبب بطء معدل حرق السعرات الحرارية. وقال كريستيان بنديكت من جامعة أوبسالا وكبير الباحثين في الدراسة إن “نيل قسطٍ كبيرٍ من النوم ربما يمنع زيادة الوزن”. وأضاف “أظهرت نتائجنا أن الحرمان من النوم لليلة واحدة يقلل بشدة من استهلاك الطاقة لدى الإنسان صحيح البدن، ما يعني أن النوم يسهم في التنظيم الشديد لاستهلاك الطاقة أثناء النهار لدى البشر”. ولتحديد الآليات التي ينشطها الحرمان من النوم لإحداث هذه التأثيرات، وضع بنديكت وزملاؤه 14 من الطلبة الذكور بالجامعة في سلسلة “ظروف” ترتبط بالنوم، مثل قصر فترات النوم أو الحرمان منه أو النوم الطبيعي على مدى عدة أيام. ثم قاس الباحثون التغييرات في استهلاك الشباب للطعام ومستوى السكر في الدم ومستويات الهرمونات ومؤشرات “الأيض”. ووجد الباحثون أن ليلة واحدة من الأرق تبطئ الأيض في الصباح التالي وتقلل استهلاك الطاقة فيهام مثل التنفس والهضم بما يتراوح بين 5 و20%، مقارنة بالصباح الذي يعقب ليلة نوم جيدة.