القاهرة ـ الأهرام
صاحب الإعلان عن الحملة القومية للتطعيم ضد الانفلونزا الموسمية التي أطلقتها وزارة الصحة مؤخرًا حالة من التخوف لدى البعض وأثارت عدة تساؤلات حول مدى فاعلية التطعيم.. وهل هو ضروري للجميع أم لفئة معينة وكيف تحمي الأم أفراد أسرتها من الإصابة بالمرض؟ يجيب على هذه التساؤلات د."هشام طراف" أستاذ أمراض الحساسية بكلية طب قصر العيني فيقول إن التطعيم وإن كان متوافرًا إلا أنه ليس مطلوبًا للكل, لأن الجسم السليم قادر على تطويع جهازه المناعي لمقاومة هجوم الفيروسات. أما بالنسبة للأنفلونزا, فبالرغم من أنها مرض بسيط إلا أنها تشكل خطورة شديدة على بعض الفئات مثل الحوامل واللاتي سيصبحن حوامل خلال موسم الأنفلونزا, والأطفال, ومرضى السكر والجهاز التنفسي, والذين يعانون من السمنة, ومرضي القلب والكبد والكلى, ومرضى نقص المناعة, أو من لديهم أسباب تؤدي إلى ضعف كفاءة الجهاز المناعي مثل مرضى السرطان والذين يتعرضون للعلاج الكيمائي والذين يعانون من الأنفلونزا المتكررة في فصل الشتاء.. كل هؤلاء يفضل أن يأخذوا التطعيم في موسم الخريف- طوال شهري أكتوبر ونوفمبر- بشرط أن يكونوا في حالة صحية جيدة وليس في حالة مرضية, ولايكونوا تحت تأثير بعض الأدوية مثل الكورتيزون. بالنسبة للحوامل فإنهن معرضات لمضاعفات يمكن أن تؤثر علي الجهاز التنفسي, ويفضل أن يأخذن التطعيم في أي من شهور الحمل لأنه لا يشكل أي خطورة عليهن أو على الأجنة في أرحامهن وهو آمن جدًا لهن. أما عن مرضى السكر والمنتشر بشكل كبير في كل البيوت المصرية فتقول د."مني سالم" رئيس الجمعية المصرية للسكر والغدد الصماء للأطفال أن مريض السكر أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا ومضاعفاتها لأن جسمه يكون ضعيفًا وعلى استعداد لالتقاط الفيروس, وعندها تؤدي العدوى إلى إطلاق محفزات ترفع من نسبة السكر في الدم وتخفض من قدرة الوظائف المناعية للجسم فيصعب السيطرة على السكر في الدم ويضطر المريض إلى تناول كمية أكبر من أدوية السكر. أما بالنسبة للأطفال مرضى السكر (ونسبتهم ليست قليلة في مصر) فيفضل أن يأخذوا التطعيم لوقايتهم من مضاعفات المرض خاصة الإلتهاب الرئوي الحاد, كذلك الأمر بالنسبة للأطفال الذين يعانون من البدانة والذين وصلت نسبتهم في القاهرة إلى 10% تقريبًا. وفي النهاية ينصح د."شريف عبد العال" رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال الأمهات لحماية أفراد أسرهن من الإصابة بالأنفلونزا بالحرص علي تقوية مناعتهم بنوعية الطعام الجيد وتشجيعهم على ممارسة الرياضة وعدم تكبيلهم بالملابس الشتوية الثقيلة لأن الطفل كثير الحركة ويفرز العرق بغزارة ومن ثم يتعرض للإصابة بالأنفلونزا, كذلك يجب الحرص على تهوية غرف المنزل جيدًا حتى في أيام البرد القارس للتخلص من الفيروسات والميكروبات, والتأكد من أن الطفل يأخذ عدد ساعات نوم كافية ومناسبة لسنه, مع ضرورة عزله في حالة إصابته بالأنفلونزا وارتفاع درجة الحرارة, لأن الطفل مثل السيارة ينقل العدوى بسهولة لكل من يصادفه, مع ضرورة تعليمه المبادئ الأساسية للنظافة الشخصية كغسل اليدين بالماء والصابون وتجنب العطس أمام الآخرين, وإذا اضطرته الضرورة لذلك يجب أن يضع يده أمام فمه لمنع انتشار الرزاز, وتزويده بالمناديل الورقية مع توعيته بضرورة التخلص منها بمجرد استخدامها وذلك حتى لا تنتقل العدوى للآخرين.