وكالات
أصبحت مريضة بريطانية مصابة بالسرطان أول شخص على الإطلاق تُزرع في جسمه مضخة في إجراء يعتقد الأطباء أنه يمكن أن يشكل تقدما هاما في علاج المرض. إذ يزعم المهنيون الطبيون أن التجربة الجديدة يمكن أن تكون بمثابة ابتكار إبداعي لآلاف المرضى. وهذه المضخة مصممة للتخلص من التراكم الخطير للسوائل التي يسببها كثير من السرطانات الشائعة، وهو ما يعني إمكانية تفادي المرضى الزيارات المتكررة للمستشفيات. ومن المؤمل على المدى الطويل أن يجعل هذا الجهاز الأمر أسهل لتتبع الطرق التي يتغير بها السرطان كي يستطيع الأطباء الاستجابة بعلاجات جديدة. ويشار إلى أن المرأة البالغة 62 عاما تتعافى بشكل جيد بعد أن زُرعت المضخة تحت جلدها في عملية استغرقت ساعة واحدة في مستشفى هامرسميث بلندن قبل ثلاثة أيام. وقالت الطبيبة المعالجة لورا سبيرز إن سرطان المبيض الذي تعاني منه هذه المرأة كان يسبب لها إزعاجا شديدا وكانت تتردد على المستشفى كل ثلاثة أسابيع لكي يُزال منها أربعة أو خمسة لترات من السوائل التي كانت تجعلها في حالة من الإعياء والبؤس. وضغط السوائل كان يعني عدم تناولها للطعام. ولكن لأنها كانت نشطة جدا بحكم عملها عاملة نظافة، فقد جعلها هذا الأمر مرشحة مثالية للتجربة. ومن المقرر أن تبدأ قريبا التجربة السريرية الكاملة ولن تكون الغرسة متاحة بصورة عادية لبعض الوقت في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، لكن إذا كانت التجربة ناجحة فمن الممكن أن تحدث طفرة في علاج أنواع كثيرة من السرطان. وقال مدير مركز أبحاث نشاط سرطان المبيض بجامعة إمبريال كوليدج لندن الأستاذ هاني جبرة إن فرط السوائل هو أحد المضاعفات للعديد من أشكال السرطان. ومن المعلوم أن نحو ثلث النساء المصابات بسرطان المبيض يصبن بالاستسقاء، وهو تراكم السوائل في جوف البطن، كما أن المرضى المصابين بسرطانات الأمعاء والبنكرياس والرحم والثدي يمكن أن يعانوا أيضا من مشاكل السوائل. وحاليا يتعين على المرضى أن يذهبوا للمستشفى لتصفية أجسامهم من السوائل في عملية يمكن أن تستغرق أياما عدة ويمكن من ناحية التغذية أن تكون منهكة وتؤدي إلى الوفاة. والجهاز الجديد المسمى "ألفا بامب" يقوم بضخ السائل من البطن إلى المثانة ومن ثم يسمح له بالخروج على هيئة بول. وبعدها يمكن تحليل البول لمراقبة تطور السرطان مما يسمح للأطباء بالاستجابة سريعا. وقد اختُبرت المضخة على مرضى الكبد، لكن العملية الأخيرة هي المرة الأولى التي استخدمت فيها لعلاج السرطان. وقال الأستاذ جبرة إن الجهاز يمكن أن يجعل من السهل على الأطباء الفوز في لعبة التحدي مع السرطان. وأضاف "المضخة أصغر من آيبود وتُشحن لا سلكيا من خلال الجلد دون عناء. ويمكن لهذا الجهاز أن يشكل نقطة تحول هاملة إذا أثبت نجاحه فعلا".