تنافست أكثر من 1600 شركة من 67 دولة بينها ثلاثة بلدان عربية فقط في الترويج والتسويق لأكثر من مائة ألف نوع من منتجاتها الزراعية والغذائية والحيوانية في معرض الأسبوع الأخضر، الأكبر من نوعه في العالم والمقام في العاصمة الألمانية برلين بين 18 و28 يناير/كانون الثاني الجاري.ويتخصص المعرض في المجالات الزراعية والحيوانية كالخضروات والفواكه والحبوب واللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والحدائق. وتوقع المنظمون أن يتجاوز عدد الزائرين في الدورة الحالية السادسة والسبعين أكثر من 420 ألف زائر بينهم 100 ألف متخصص.واستحوذت المنتجات العضوية الخالية من الكيماويات على القسم الأكبر من المعروضات، وتوزعت منتجات المشاركين على 26 قاعة على مساحة 115 ألف متر مربع، في حين خصص جناح مساحته ستة آلاف متر مربع لعرض 40 ألف نوع من الزهور والورود.تصدرت الأجبان المختلفة معروضات هولندا، ضيفة شرف المعرض هذا العام. وأتاح الأسبوع الأخضر لزائريه تذوق الأطعمة المعروضة.العارضون تباروا في تقديم الجديد والمثير من الأطعمة، فعرضت روندا "كفتة" من لحوم التماسيح المشابهة في مذاقها للحم الدجاج، وطبخة من لحم فرس مهر النيل.وقدمت فنلندا شرائح من لحم الوعول المجففة، وبلغاريا مربىّ الورد، بينما نالت نقانق بلغارية من لحوم الحمير استحسان عدد كبير من الزائرين.وسجلت روسيا رقما قياسيا بمشاركتها في جناح خاص ضم 22 من أقاليمها التي عرضت منتجاتها من الحبوب وأكثر من 100 نوع من الخبز. كما حطمت الولايات الألمانية رقما جديدا بعرض 300 نوع من الخبز، فضلا عن عرض أنواع من أبقار الفريزيان يصل إنتاج الواحدة منها إلى نحو 50 لترا من اللبن يوميا.وضمن الأسبوع الأخضر، شاركت 80 دولة في مؤتمر لمكافحة الجوع، ودعم صغر الفلاحين في العالم، وزيادة الاستثمار في الزراعة بالدول النامية. وقدرت دراسات عرضت بالمؤتمر أعداد الجوعى والمصابين بأمراض سوء التغذية في العالم بين 870 مليونا و900 مليون شخص.ووفقا لدراسة عرضها المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للزراعة والغذاء (فاو) جوزيه غرازيانو، فإن الاستثمارات الحالية بالزراعة في 76 دولة نامية تبلغ 170 مليار دولار سنويا، وهناك حاجة لـ83 مليارا أخرى لتحقيق الاكتفاء الذاتي فيها.وكشفت دراسة ثانية أصدرتها وزارة الزراعة الألمانية أن أربعة مليارات طن من المواد الغذائية المنتجة في العالم تذهب سنويا كقمامة ومخلفات.حضور محدودوحضرت تركيا بعدد كبير من شركاتها التي عرضت الفواكه المجففة. في المقابل، اقتصرت المشاركة العربية على تونس والمغرب والسودان، في حين اعتذرت مصر.ولفت السودان الأنظار بجناحه الذي اجتذب الزائرين بأطعمة وأشربة كشطائر فلافل الحمص مع صلصة الفول السوداني، ومشروبات الكركديه والشعير. ومهدت هذه المشاركة للمؤتمر الدولي لدعم الاستثمار في السودان الذي ترعاه الخارجية الألمانية الثلاثاء القادم.وشارك ستة وزراء سودانيين من المركز والولايات في الجناح السوداني، وقدموا أوراقا بحثية حول قدرة السودان على سد احتياجات معظم دول العالم من الحبوب إذا توفرت لقطاعه الزراعي استثمارات كافية.وقال والي ولاية سنار أحمد عباس إن جناح السودان يمهد لمشاركة مستثمرين وشركات خاصة سودانية العام القادم.وقال للجزيرة نت إن الجناح يركز على التعريف في ألمانيا وأوروبا بالمنتجات الزراعية الطبيعية السودانية الخالية من الكيماويات والسموم كحبوب الذرة والسمسم وفواكه المانجو والموز والحمضيات وكافة أنواع الخضروات، إضافة للصمغ العربي وسكر كنانة ونبات الجاتروفا الذي يحتاج قليلا من الماء ويستخدم في إنتاج الطاقة.وأضاف أن بلاده تسعى أيضا من خلال مشاركتها إلى لجذب استثمارات ألمانية وأوربية للقطاع الزراعي السوداني.وحضرت تونس ممثلة بشركة خاصة واحدة طغى البخور والعطور على ما عداه من معروضاتها من منتجاتها الزراعية. أما المغرب فأقام جناحا كبيرا عرض فيه منتجات تعاونياته الزراعية من الحبوب والمواد الغذائية والكسكسي والتمر وزيت أرغان الذي يحظى بقبول كبير بألمانيا وأوروبا.