بعد ما يقرب من 100 عام قد يكون الباحثون قد اقتربوا الآن من صنع لقاح يقضي على وباء السل الذي يفتك بنحو مليون ونصف المليون انسان سنويا.وتنتظر الاوساط الطبية بفارغ صبر نتائج الاختبارات التي اجريت على اول لقاح جديد منذ 90 عاما والتي ستعلن في بداية الاسبوع القادم.وحتى اذا لم تأت هذه النتائج بالحل النهائي لذلك الوباء الا ان العلماء يقولون انهم سيكونون قد اقتربوا جدا من صنع جيل جديد من اللقاحات المضادة للسل.واللقاح الجديد - الذي يطلق عليه اسم MVA85A - هو الاكثر تقدما من اكثر من 12 لقاحا يجري تطويرها على نطاق العالم من اجل ايقاف انتشار عصيات السل التي تمكنت من امتساب مناعة ضد اغلب المضادات الحيوية المستخدمة ضدها.وبالرغم من تحقيق بعض شركات الادوية تقدما في تطوير العقاقير المضادة لعصيات السل (كشركة جونسون وجونسون التي طورت مؤخرا عقار بيداكويلين)، يعتقد الخبراء ان اللقاحات هي الادوات الافضل للقضاء على هذا المرض القديم الذي يصيب تسعة ملايين انسان سنويا.فقد قالت كرستين سايزمور من المعهد القومي الامريكي للحساسية والامراض المعدية "إن عملية تطوير العقاقير الجديدة متخلف الآن عن الوتيرة التي تظهر بها مقاومة العقاقير. ليس بوسعنا ان نكون بوضع نطارد فيه العقار التالي الذي سيفقد فعاليته."اما آن عينزبيرغ من شركة ايراس، وهي شركة غير ربحية تشارك بتطوير لقاح MVA85A، فقالت "إن بوسع اللقاح الجديد ان يكون المؤثر الاكبر على وباء التدرن."قالت غينزبيرغ إن من شأن العقاقير الاقوى والاكثر فعالية ان تعالج المرضى، ولكن كلا من اولئك المرضى يكون قد نقل المرض الى 10 - 15 شخصا قبل ان يتم تشخيصه. "اما اللقاح، فإن من شأنه منع انتشار المرض من الاساس."يذكر ان اللقاح المستخدم حاليا، وهو لقاح BCG، كان قد طور في عام 1921، ويمنح روتينيا للرضع في الدول التي تعاني من نسبة اصابات عالية بالتدرن لحمايتهم من الاصابات الشديدة.ولكن فاعلية هذا اللقاح تضمحل بعد بضع سنوات، كما ان لقاح BCG غير ذي فاعلية للوقاية من التدرن الرئوي اكثر انواع التدرن شيوعا.